بقلم: ممتاز مرتجى
كثيرا ما احاول البعد عن الكتابة وابداء الرأي في بعض القضايا الحسّاسة والشائكة لأن العقل العربي اجمالا لم يصل الى درجة ومستوى قبول الاخر،وبالاضافة الى ذلك ربما اساءة الفهم والتأويل من المتربصين وذوي النظرة الضيقة والمتحزبين والمتجنحين والبرجماتيين وما شاكل ذلك !.
ولكنني اقول اجمالا ان اي قضية يجب ان تقاس بمعيار الكتاب والسنة وفي اطار الاجتهاد الراقي المستنير الذي لا يخالف الفطرة.
المساس بالدين امر لا يقبله انسان، فالالحاد امر لا يقود الا الى الهلاك والضياع والتيه،ومهما كان الانسان مثقفا وعالما وواعيا واديبا وكاتبا فلن ينفعه ذلك اذا اصطدم بالدين وبمسلمّات الشرع ووحي الانبياء الذين نؤمن بهم جميعا،وهذه هي خطيئة وخطأ الدكتورة الكاتبة نوال السعداوي(رحمها الله وتجاوز عن سيئاتها وغفر لها) مهما كان عقلها وفكرها وادبها وكتاباتها التي بلغت 57 كتابا عدا المحاضرات والمقالات والمؤتمرات العلمية التي شاركت فيها،هذه الكتابات التي جلبت لها الكثير من المشاكل والمعارك الكلامية،عدا عن مواقفها المعاندة للحكومات وتعرضها للاعتقال على يد نظام السادات لعدة سنوات،ولم تنفك او تتوقف عن الكتابة حتى انها اصدرت كتابا من داخل السجن (مستخدمة قلم الرسم على الحاجبين وورق الفاين المستخدم لدورة المياه) بعنوان (مذكراتي في سجن النساء).
ويا ليت الذين يحملون الفكر والرأي المعارض والمخالف لها يدافعون عن افكارهم بغزارة الكتابة والانتاج الفكري بمثل عنادها وتحديها،فلو حصل هذا لكان وضع الثقافة والمثقفين افضل مما هو عليه الآن !.
ورغم كل هذا فإن الفكر لا يقابله الا فكر والرأي لا يقابله الا الرأي والمؤلّف لا يقابله الا مؤلّف مثله دون اللجوء الى العنف او القوة والقسوة،فالله سبحانه وتعالى حاور ابليس لتتعلم البشرية كلها مبادئ الحوار واهميته،واني لأشفق على الذين يلجأون الى التشمت والتشفي بالموت وغيره للمخالفين لهم، مع ان امرهم أُوْكل وآل الى خالقهم، وهو سبحانه ان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم فرحمته وسعت غضبه،ورحمته وسعت كل شيء،ولكن كثيرا من البشر_ان لم يكن معظمهم للاسف يغضبون ولا يسامحون وسرعان ما يثأرون وينتقمون، وان المنطق يقضي بضرورة الحوار وتفنيد اراء المخالفين بعيدا عن التشفي والتشمّت لأنه اسلوب الضعفاء والعاجزين.