يا معبر الكرامة لا تهدر الكرامة

بقلم:- منى الفارس

نحن الفلسطينيين نعيش في قعر الزجاجة وعندما نهم بالخروج من هذا القعر لنتنفس الهواء ونغير اجواء نفسيتنا لا مفر إمامنا الا الخروج من المنفذ الوحيد وهو عنق الزجاجة الضيق الذي بزبدنا ضغطا واختناقا الى ان تمضي الساعات المطلوبة لعملية الخلاص والخروج، كأننا نمر بمراحل ولادة متعسرة تستمر الالام من لحظة بدء الطلق الى لحظة خروج الجنين سالما معافى واحيانا لا يخرج الجنين أو الأُم بسلام .

هذا التشبيه ليس تشبيها مبالغاً به، وذلك لتعقيد عملية السفر التي يتكبد ها المسافر فكل شخص يرغب بالسفر والخروج من فلسطين عبر المعابر بتكبد تعباً وارهاقاً واذلالاً وإهمالاً بسبب التعقيدات والتطنيش والاستهتار ومعاملة غير لائقة بكرامة الانسان.

حيث ترى هناك الازدحام الشديد والتأخير في عملية السفر، قاعة انتظار ليس بها السعةً والقدرة على استيعاب هذا الكم من المسافرين، إضافة الى سوء الخدمات المقدمة. وعند مراجعة الإجراءات البيروقراطية التي تمارس وتتعلق بنقل الركاب وأمتعتهم فعليه يجب اختصار كل تلك الإجراءات الروتينية التي لا فائدة مجدية منها . ناهيك عن الأعباء المالية التي توضع على كاهل المسافرين والتي تزيد من الاستغلال المالي البشع لهم.

فالمسافر من أي مطار لا يدفع أية رسوم في حين أن المسافر الفلسطيني ملزم بدفع رسوم تصريح ورسوم خروجيه ورسوم في الجانب الاردني اضافة الى رسوم التنقل في وسائل النقل ورسوم لنقل الحقائب ورسوم للأيدي العاملة التي تقوم بحمل الحقائب لقد آن الأوان لوقف هذا الاستغلال على الجانبين غربي النهر وشرقي النهر، ومن قبل كل الأطراف. يجب التعامل مع الجسر كمعبر مفتوح 24 ساعة باليوم، وفتح جسر دامية لأبناء شمال الضفة، واستخدام حافلات صغيرة لنقل الركاب، ووضع جدول زمني لتلك الحافلات، وتحسين المعاملة الإنسانية على الجسور ، والغاء خدمة ال VIP ،ومعاملة الجميع سواسية كأسنان المشط.

لو تمت كل هذه الإجراءات مع التوقف عن الاستغلال المادي للمسافرين وإلغاء الرسوم فإننا عندها سنتنفس الصعداء ونخرج من عنق الزجاجة بسلام ويشعر الفلسطيني بقيمته الانسانية ، حينها يستحق ان يطلق عليه "معبر الكرامة".

البوابة 24