بقلم: عمران الخطيب
عملية الاغتيال الجبانة التي تم إستهداف المناضل والإنسان الخلوق الدكتور ناصر الشاعر، هي عملية إغتيال صوت الاعتدال والتوافق الوطني الفلسطيني، لذلك منذ سماع خبر الاغتيال الجبانة، فقد كان خبر الاستنكار الأول من قبل السيد الرئيس أبو مازن، الذي اتصل مطمئن على الدكتور ناصر الشاعر، إضافة إلى طلب الرئيس ضرورة العمل على متابعة وكشف الأيدي المشبوهة التي أرادت استهداف صوت الاعتدال والتوافق الوطني الفلسطيني.
ولكل تلك الأسباب الجوهرية فإن رئيس مجلس الوزراء ومؤسسات السلطة الفلسطينية، عبروا عن إدانة عملية الاغتيال الجبانة، وفي نفس السياق فإن منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التنفيذية وشرعية، وفي مقدمة ذلك الأخ روحي فتوح، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، عبر بإسم رئاسة وأعضاء المجلس الوطني عن الاستنكار في أشد العبارات حول عملية الاغتيال المشبوهة كما أعلنت مختلف القوى والفصائل الفلسطينية عن إدانة هذه المحاولة الرخيصة والجبانة، حيث يعتبر الدكتور ناصر الشاعر أحد وأبرز الشخصيات الوطنية الفلسطينية الذي يسعى بوضوح إلى تحقيق التوافق الوطني الفلسطيني، وخاصة ونحن نعيش ما يزيد عن 15عاماً من الانقسام الجغرافي والسياسي بين شطري الوطن.
لكل تلك الأسباب فإن الرصاص الذي أطلق وأصاب الدكتور ناصر الشاعر هو في الواقع إمتداد لكل الأجندات الخارجية وعملائهم الذين يريدون البقاء في مربع الأنقسام الفلسطيني، في نهاية الأمر جريمة الاغتيال الجبانة تدفعنا إلى رفع الصوت والمضي في المطالبة بضرورة العمل على تحقيق التوافق الوطني الفلسطيني، وخاصة بعد أن تكشف النقاب عن نتائح زيارة الرئيس جو بايدن إلى فلسطين، واللقاء الثنائي مع الرئيس أبو مازن والذي أتبع بمؤتمر جدة، حيث كانت أهداف الزيارة تتويجي "إسرائيل" على دول الشرق الأوسط وهذا لن يتحقق بفضل الموقف الفلسطيني الذي عبر عنه الرئيس أبو مازن
والموقف العربي الذي لم يقبل في قمة جدة بما يسمى بمحور عربي معادي لطهران، وخاصة ونحن نعيش حوار عربي إيران.
لكل تلك التداعيات والأسباب
فإن عملاء "إسرائيل" أرادوا
خلق فتنة داخل الساحة الفلسطينية، وإذا كان اليوم إغتيال الدكتور ناصر الشاعر، فلم نعرف من هو الآخر؛ لذلك فإن مهمة الأجهزة الأمنية الفلسطينية العمل على ضرورة كشف الأيدي المشبوهة التي أرادت العبث والفوضى داخل البيت الفلسطيني.