البوابة 24

البوابة 24

ديانتهم وسبب تسميتهم.. كل ما تريد معرفته عن الطائفة السامرية

صورة توضيحية
صورة توضيحية

فلسطين - البوابة 24


السامرية هي أصغر طائفة دينية على مستوى العالم، يقع مقرها في قمة جبل جرزيم أو جبل الطور في مدينة نابلس الفلسطينية، ويرى أفرادها أنهم السلالة الحقيقية لشعب بني إسرائيل، جاؤوا للأرض المقدسة فلسطين بعد خروجهم من مصر والتيه في صحراء سيناء لمدة أربعين عامًا.


التسمية

كلمة سامري تعني "المحافظ"، وتقول الطائفة إنها لديها التوراة الحقيقية لبني إسرائيل، ويستقون منها تاريخهم، ويرفضوا نعتهم باليهود، ويصرون على أنهم سلالة النبي موسى الحقيقيون.

وهناك سبعة آلاف خلاف بين التوراة التي يمتلكها السامريون ونظيرتها اليهودية، أبرزها أن اليهود غيروا القدسية من جبل جرزيم إلى القدس، ولا يقوم دينهم على التبشير والدعوة للدين السامري.

ويمتلك السامريون طريقة مميزة للحسابات الفلكية، ويؤكدون أن قمة جبل جرزيم تتوسط العالم، ومنها يقدمون حسابات دقيقة.


الأفراد

يبلغ عدد أفراد طائفة السامرية 785 نسمة، يسكن 385 منهم في جبل جرزيم، بينما يسكن 400 في منطقة حولون داخل فلسطين المحتلة التي انتقلوا إليها قبل أكثر من قرن طمعًا في تحسين أوضاعهم الاقتصادية.

وترتبط الطائفة السامرية بعلاقة وطيدة مع أهالي نابلس ولهجتهم نابلسية بامتياز، وتجمعهم أواصر وعادات اجتماعية متشابهة إضافة للتعاون الاقتصادي الكبير.

ولا يفضل السامريون الانخراط في العمل السياسي، وينأون بأنفسهم عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويقولون إنهم يؤمنون بالسلام، ويرون أنه لن يكون هناك سلام من دون إقامة دولة فلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية، وأنه من حق الشعب الفلسطيني أن يحصل على حريته أسوة ببقية شعوب العالم.

ويعتبر السامريون أنفسهم جزءً أصيلاً من الشعب الفلسطيني، ويرفضون تسميتهم يهودا، وقد منحهم الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مقعدًا في البرلمان الفلسطيني عام 1996.

ونظرًا لكونهم طائفة أقلية فقد تم منجهم الهوية الإسرائيلية دون أن يتنازلوا عن هويتهم أو جنسيتهم الفلسطينية، وهو ما اشترطه عليهم الاحتلال في البداية لكنهم رفضوا ذلك، كما يحملون الجنسية الأردنية أيضا.

ولم يسلم السامريون من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي، فهو يقسم منطقة سكناهم (جبل جرزيم) حسب اتفاق أوسلو (A ,B,C)، كما تغلق سلطات السياحة الإسرائيلية المنطقة المرتفعة من جبل جرزيم "قلعة العالم" والتي يحجون إليها ويؤدون طقوسهم وشعائرهم الدينية، وتقوم سلطات الاحتلال بالتنقيب عن الآثار هناك منذ عشرات السنين سعيًا منها لمحو ما يؤكد قدسية جبل جرزيم بالنسبة لبني إسرائيل وليس مدينة القدس.


المقر

يعتبر السامريون جبل جرزيم بمدينة نابلس قبلة أفئدتهم، وكانوا يسكنون في البلدة القديمة وسط نابلس قبل أن يسكنوه نهاية ثمانينيات القرن العشرين، وانتقلوا إلى حي مجاور لها عرف بـ"حارة السمرة"، ثم انتقلوا للعيش لاحقا في جبل جرزيم، وبني أول بيت للسامريين على جبل جرزيم عام 1961.


العبادات

يؤدي السامريون صلوات طوال الأسبوع، لكن يوم السبت هو اليوم المقدس لديهم، وتؤدى الصلاة فيه بدءً من مساء يوم الجمعة لمساء يوم السبت، وتؤدى الصلاة بوضوء يشابه إلى حد كبير وضوء المسلمين وبحركات فيها ركوع وسجود، ويرتدي السامريون زيا أبيض خلال الصلاة يعرف بـ"القمباز".

ولدى السامريون يوما كاملاً في السنة يصومون فيه 24 ساعة عن كل شيء حتى الحديث، ويقع هذا اليوم في آخر أكتوبر من كل عام، كما لديهم سبعة أعياد في العام وأولها عيد الفسح "بالسين" لأنهم يعتقدون أن الله عز وجل فسح عليهم عقب خروجهم من مصر وتيههم في صحراء سيناء.

كما يحتفل السامريون بعيد العرش والفطير والحصاد وعيد رأس السنة وعيد الغفران وعيد الأسابيع، ويحجون إلى قمة جبل ويذبحون القرابين المخصصة هناك وتشوى في تنانير مخصصة لذلك


الزواج

يتزوج السامريون فيما بينهم فقط، ويرفضون أن يتزوج السامري من غير سامرية، وحين شح وجود الفتيات أجيز لهم الزواج من خارج الطائفة شريطة أن تدين بالدين السامري.

أما المرأة السامرية فلا يحق لها الزواج بغير سامري أبدا، وإذا فعلت فإنها تخرج من الطائفة، ولا يحق للسامري الزواج بأكثر من واحدة ما لم يكن هناك سبب مقنع للزواج كعدم إنجاب الأولى أو المرض.


التعليم والعمل

يمتلك السامريون مدرسة يتعلمون فيها بجبل جرزيم، وفيها سبعة صفوف يتعلمون بها أركان الدين السامري ولغتهم العبرية القديمة ثم يستكملون بمدارس مدينة نابلس، وأكثر من 90% منهم من حملة الشهادات الجامعية، ويعدون أنفسهم منفتحين على العالم حضاريا وتقنيا.

ويعمل السامريون في العموم بالتجارة، خاصة الوساطة التجارية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، وبعضهم لديهم عملهم الخاص، وينخرط جزء كبير منهم بالوظائف الحكومية الفلسطينية.

البوابة 24