بقلم: محمد جبر الريفي
الثورات الوطنية في بلدان العالم الثالث التي لها تجارب ثورية رائدة تكللت بالانتصار كثورات فيتنام والجزائر وانجولا انتصرت على الاستعمار الكولنيالى وحققت الحرية والاستقلال الوطني لبلدانها لأنها توفرت لها قيادة ثورية واحدة رغم تعدد القوى السياسية في إطارها على اختلاف برامجها السياسية والفكرية وكان هم الجبهات الوطنية التي تشكلت في تلك البلدان تحرير البلاد فقط دون الاهتمام بهدف الوصول للسلطة لذلك ظلت بعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية فوجدت الدعم من كل قوى التحرر في العالم حتى من القوي الديموقراطية في البلدان الغربية الاستعمارية نفسها وكذلك من بلدان المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي السابق وكذلك من جمهورية الصين الشعبية في تلك المرحلة من النضال .اما الثورة الفلسطينية المعاصرة فلم تستطع رغم دعم قوى التحرر العربي والعالمي لها وكذلك التفاف الجماهير العربية حولها ..لم تستطع استلهام التجارب الثورية الرائدة وظلت بعيدة عن حالة الأنصهار في جبهة وطنية عزيضة واحدة وظل التعدد الفصائلي هو الغالب على طبيعتها التنظيمية ومنظمة التحرير الفلسطينية رغم كونها مكسبا كبيرا يجب التمسك به والمحافظة عليه وتطويره ليمارس دوره الفاعل كاعلي مرجعية للحركة الوطنية الفلسطينية غير أنها للأسف لم ترق في أي يوم من الأيام إلى مستوى الجبهة الوطنية العريضة الواحدة التي تقود النضال الوطني واستمر يغلب عليها التعدد الفصائلي والخلافات السياسية بين فصائلها مما جعل الاهتمام بالمصلحة التنظيمية فوق كل اعتبار ومما نشاهده اليوم منذ أكثر من خمسة عشر عاما من أنقسام سياسي بغيض لم تفلح الاتفاقيات السابقه التي تمت برعاية بعض الدول العربية وكذلك الحوارات والمباحثات المتعددة على أنهائه فبقى يلحق أكبر الأضرار بالقضية الوطنية مما جعلها كقضية تحرر وطني لا تحوز على جدول الاهتمام على المستوى الدولي وكذلك حفز هذا الانقسام بعض الدول العربية على إقامة علاقات تطبيع مع الكيان الصهيوني... هذا الانقسام السياسي البغيض هو دون شك تتويج لحالة التعدد والتشرذم التي سادت التجربة الفصائلية الفلسطينية وهو الشيء الذي لم يحدث في أغلب التجارب الثورية الوطنية في بلدان العالم الثالث التي حققت الاستقلال بانتصارها على الاستعمار ...