البوابة 24

البوابة 24

فيك يا وطني ضنك الحال.. تسرقً الفرحةِ والآمال

بقلم: - منى الفارس

تتلاشى بهجة العيد وفرحة النجاح في مجتمعي البسيط والمغلوب على أمره والذي يتقاضى فيه الموظف الدخل المتدني. في هذه الفترة يستعدوا الاهالي للتحضير لنفقات ابنائهم للدراسة الجامعية والمدرسية. هذا الموظف الذي كان يتغنى به افراد المجتمع بانه الوحيد الذي يعيش حياة مادية مستقرة. تأتي عليه ظروفاً مادية قاسية يجلس في بيته واضعا يدهُ على خده يفكر ويحرق أعصابه مكتئباً خجلاً من ابنائه لقلة حيلته أمامهم ، لعدم قدرته على توفير ما يلزم من المال لتغطية ما يلزم من احتياجات ورسوم مدرسية واقساط جامعية وملابس رسمية وملابس رياضة وقرطاسية يفتش عن اي وسيلة يلجأ اليها لتوفير المبالغ المطلوبة مما يضطره الى زيادة مديونياته بطلب قرض من التامين والمعاشات او قرض من البنك او الاستدانة من صديق او اي شخص اذا وجد من يقف بجانبه ويداينه.

إن المدارس وما تتطلب من التزامات تشكل عبئاً كبيراً إضافة الى الأعباء المعيشة، ناهيك عن أقساط الجامعات الفلسطينية التي في كل عام ترفع من سعر أقساطها الدراسية .

أولياء الأمور في وطني يعيشون في هذه الفترة كم من المشاعر المتناقضة، من جانب يفرحون لنجاح ابنائهم وتفوقهم الذي طالما انتظروه بسهر الليالي بجانبهم، وكم يتشوقون لتعليم أبنائهم ليساعدوهم في تحقيق النجاح والتميز في حياتهم المهنية ويضمنوا لهم حياة معيشة كريمة في المستقبل ، ولكنهم من جهة اخرى يشعرون بحزنٍ لعجزهم وحيرتهم في توفير المبالغ المادية لتغطية تلك النفقات والالتزامات المالية.

نتساءل هنا ماذا بوسع الاهالي ان يفعلوا، الأهالي اللذين طاروا فرحاً لنجاح ابنائهم في الثانوية العامة ورقصوا وزغردوا واقاموا حفلات المباركة ها هم الآن يقفون عاجزين قليلي الحيلة أمام ابنائهم لا يستطيعون توفير رسومهم الدراسية . حقا لقد علمنا ان هناك منح تعليمية تم الاعلان عنها وكانت محدودة سيتم توزيعها على بعض الطلبة ولكن بقي الكثير من الطلبة المتفوقين لم تحالفهم الفرصة للحصول على اية منحه.

نحن هنا لسنا بصدد تأنيب او جلد أحد ولكننا بصدد التفكير بصوت واحد يا ترى ما هو دور جامعاتنا المحلية للمساعدة في تخفيف المعاناة، هل يوجد منح لهؤلاء الطلبة او خصومات على الاقساط؟ هل يوجد قروض للطلبة ؟ ما هو دور رجال الاعمال والشركات في وطننا؟ هل ستقدم منح لطلابنا ؟ ما هو دور رجال الدين في وطني؟ هل سيصدرون الفتاوى ونصائح ان تبني تعليم طالب في الجامعة يعادل ثوابها ثواب العمرة أو الحج او الضحية التي يذبحها الحاج في الاعياد؟ يا رجال الدين في وطني إن لديكم القدرة على التأثير و كل الاحترام لكم، تستطيعون تقديم المساعدة في حل هذه المشكلة فدليلا على ذلك عندما تقررون بناء مسجد يتشجع الكثير للتبرع ويصل احياناً تكلفة بناء مسجد وتجهيزه بالأف الدنانير، ينتقى له أفضل أنواع السجاد وأغلا ثريات الاضاءة وافخم الديكورات.

نحن لسنا ضد بناء دور عبادة، ولكن هناك اولويات يجب اخذها بعين الاعتبار لو حاولونا تخفيض تلك النفقات والتكاليف وتم تخصيص هذا المبلغ المتوفر في صندوق لدعم هؤلاء المحتاجين من الطلبة . نداء آخر نوجهه الى اللذين يقيمون موائدهم في الأعراس، الموائد المتخمة بالطعام والتي ما ان ينتهي المدعوين من تناولها حتى يقذف المتبقي منها في الحاويات.

يا أهلي وعزوتي في وطننا الغالي؛ إن ابنائنا بأمس الحاجة لأي مبلغ تمنحونه لهم مهما كان هذا المبلغ ضئيلاً فهو سيسندهم وسيساهم في توفير فرصة تعليمية لطالب ويمنحه القدرة على إكمال دراسته ووضعه على أول سلم النجاح ليحقق له ولذويه حياة معيشية كريمة.

نحن في فلسطين لا نملك النفط ولا الصناعات راس مالنا وثروتنا هم أبنائنا اللذين نفخر بهم في المحافل الدولية وبين الشعوب دعونا نكون اليوم سنداً لهم وغداً هم سيكونون ثروةً وسنداً لوطنهم.

البوابة 24