بقلم : منى الفارس
عن اي وجع اتحدث فاوجاع الروح كثيرة في وطني، اوجاعا كانها رصاصات تخترق القلب ولا تقتله بل تتركه ينزف وينبض الما وتنشر الاهات لتتعالى الى صرخات لتكسر جدار الصمت الذي يسود حولنا، يخجلنا هذا الصمت ويحنينا ليكسر ضلوعنا من شدة الانحناء.
اجل نحن خجلون من خزينا من عجزنا من انبطاحنا ونحن شهاد خرس على هذا الكم الهائل من الاوجاع لا تستطيع تحريك الا اناملنا لنكتب عبارات " رحمه الله، رحمهم الله، صبر الله اهلهم وقواهم" ، وكأن السماء فتحت فقط لتستقبل دعواتنا التي لا حول فيها ولا قوة، وكان الله عز وجل ينتظر منا نحن الجبناء تلك الدعوات ليستجيب لها. فلنخرس جميعنا ونشرب كؤوس خمر تسكرنا وتنيمنا كنومة اهل الكهف، لنرح انفسنا، هم ليسوا بحاجة لدعوتنا لان الله سيرحمهم لانه هو من اصطفاهم ليكونوا خيرة البشر على الارض وشهداءا في الجنة، وسبحان رحمته هو من زرع القوة والشموخ في نفوس اهاليهم قبل ان يفتقدوا ابنائهم فقوتهم وعزيمتهم تعرينا وترينا كم نحن صغار امام عظمتهم وكم هم اقوياء امام عجزنا وجبننا .
حاولت ان اكتب عن شهداء غزة ولم استطع، حاولت ان اكتب عن شهداء نابلس اليوم ولم استطع، حاولت ان اكتب عن ابنائنا المتفوقين اللذين يستغثيون اهاليهم لمساعدتهم في توفير رسوم التعليم لابنائهم لم استطع، حاولت ان اكتب عن اسرانا لم استطع، حاولت ان اكتب عن كل وجع فيك يا وطني ولم استطع، انا لم استطع ليس لعدم قدرتي على التعبير ولكن لم استطع ان الد حروفا تتحول الى رصاصات تنطلق وتخترق اذان كل من باع ضميره وقبض الثمن وكل جبان تخاذل وتعاون مع احتلال غاصب ليصل الى اجساد ابنائنا وينهش بانيابه لحم اجسادهم الطاهرة في ، ورصاصة تخترق قلب كل من تستر على فاسد ورصاصة تخترق قلب كل من يسمع استغاثات محتاج ولا يحرك ساكنا لاغاثته. بتنا نعيش حياة كحياة النعاج نعيش لناكل ونخرج وننبطح انبطاحا ليس جنب نسائنا فقط بل تحت بساطير اعدائنا. ان تخاذلنا وعجزنا عن حماية ابنائنا. لو كنا فعلا نتميز بعواطف الحب لاخفيناهم في اعماق جفوننا واغمضنى عليهم جفوننا.
هذه ليست اول عملية اغتيال ولنا سوابق في الخذلان والجبن ولن تكون الاخيرة ما دمنا نعيش حياة النعاج تستيقظ هلعا وقت الفقدان لتنوح ونردد بصوت منكسر رحمهم الله وتستعرض بالتهافات والصراخ وبالاسلحة في جنازاتهم وبعدها ينفض حفل الاستعراض ويذهب كلا منا الى جحره لينبطح في فراشة . اعتذر منك يا قلمي لان اصبحت تخط باصبع لا حولةلها ولا قوة فاصمت يا قلمي وانحني مثل صاحبتك فلم يعد لك مكانا لتنتصب وتنبض نبضا حيا فلا حياة تحيى بين صمت القبور.