بقلم: جلال نشوان
يا قدس لك ابكي والدموع على. فمي جرحك ينزف من فؤادي رغم المسافات فنار الشوق تشتعل في قلبي ما غاب طيفك عني ولا فارقني هواكٍ ياقدس عذراً لا حروفي تجدي ولا أشعاري تشفي انت قطعة من قلبي أشتاق إليها في كلّ وقت، أنت الذي ما غاب طيفه عني أبدًا، وأنتَ الذي تزرعني بالحب رغم المسافات البعيدة؛ لذلك أحلم في كلّ يوم أن أعود إليك وأتنفس هواءك العذب الذي غاب عني، وأتنفس من عبير ورودك ، لا شيء يملأ قلبي إلّا الشوق إليكٍ، ولا شيء يشدني إلّا الحنين إليك ، وإلى أرضك وسمائك وكلّ شيءٍ فيك، فأنا لا شيء دونك، الشوق يجعلُ النار تشتعل في أعماقي ولا يُطفئ هذا الشوق إلا اللقاء والقرب، فمتى يأتي يوم اللقاء، ومتى أكحل عيني بالنظر إليكٍ يا قدس لك في القلوب منازل ورحاب يا قدس أنت الحب والأحباب لي فيك المسجد الأقصى وفي ساحاته والمنبر والمحراب .
يا قدس عذرا فما أحرفي تجدي وماذا ستجدي فصبرا أيا قدس لا تجزعي فإنا لأجلك دوما نثور لأقصاك يا قدس : أبكي والدموع على فمي وأصيح من قلبي بلادي لا تحزني أني من فداك أنا من طيور الأرض والروح في جنحي تخفق لا تحزني فالجرح ينزف من فؤادي ايها السادة الافاضل: فى كل زاوية من زوايا القدس حكاية صمود ،وشموخ واعتزاز ، فمهما كانت الدروب مظلمة ،ستظل القدس بشوارعها تنطق بالحق ،هى عاصمتنا الابدية، هى هويتنا ، هى رمزنا ووجودنا هى سنابل القمح التى تطل علينا لتضيف لنا العزة والكرامة والإباء القدس باصالتها الضاربة فى اعماق التاريخ وجمالها الاخاذ وابداعها الذى يفوق الوصف تنطق ولسان حالها يقول :هنا صامدون منغرسون كاشحار الزيتون واجبنا تجاه القدس كثير جدا فى هذه المرحلة الصعبة من تاريخ قضيتنا،وما تتعرض له من هجمة صهيوأمريكية شرسة وكذلك من المحاولات المستميتة لتهويدها ولأنها القدس عروس عروبتنا سنظل مثل الاشجار شامخة التى تتحدى جميع العواصف والأنواء وسنظل نناضل حتى ننير عتمة الطريق حقاً: القدس عزيزة على قلوب العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، لأنّها المكان الذي ضمّ أوّل قبلة لهم قبل أن تتحوّل القبلة بأمر من الله سبحانه وتعالى إلى الكعبة الشريفة، وربما لأنّها المكان المبارك والمُقدّس الذي عرج منه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج، وقد ذكر الله القدس في القرآن الكريم في عدّة مواضع، منها ذكْر المسجد الأقصى، هذه البقعة المقدّسة التي تعدّ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، فقال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ، لنريه من ٱياتنا أنه هو السميع البصير ) لا يتوقّف تاريخ القدس على قدسيّتها للمُسلمين فقط، بل قدسيّتها تمتدّ إلى كل الديانات السماوية حيث يوجد فيها من المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ... أنّها المكان الذي عرج منه رسول الله -صلّى الله عليه وسلم إلى السماء، و أنّها كانت القبلة الأولى للصلاة قبل أن يأمر الله تعالى نبيه بتوجيه القبلة للمسجد الحرام سبحان من جعل القدس صلبة قويّة على الرُّغم ممّا مرّت به من صعوبات وتحدّيات، تعرّضت لتحديات كبيرة ، لكنّها أبيّة، لا تركع أبدًا للمحتلين الغزاة الذين جاؤوا من وراء البحار ولا تخشى من جائر، بقيت شامخة صامدة تتحدى كل الغزاة انها المدينة ذات الطابع الدينيّ الخاص حيث ، ظل شعبنا الفلسطيني العملاق يُناضل طوال هذه السنوات من أجل تحريريها من قوّات الاحتلال دون ملل أو كلل، وما زال العالم العربي يؤمن بأنّ القدس عربية، وأنّها العاصمة الفعلية لفلسطين على الرغم من ادّعاء المحتل غير ذلك. وصف معالم القدس الأثرية القدس غنيّة بمعالمها وآثارها التاريخية العريقة التي ترجع إلى آلاف السنين، على رأسها المعالم الدينية التي لها قيمة كبيرة في نفوس مختلف الشعوب، وكونها المكان الذي مر عليه الأنبياء، وهذا ما يجعل زيارتها يُراود لتحقيقه الجميع، و الديانات تُثير زيارة معالمها مشاعر مختلفة في قلبك، حيث سيتولّد لديك الشعور بأنّك قريب من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حينما ترى المسجد الأقصى أُولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والذي يقع في البلدة القديمة يا قدس يا حبيبتي غدًا، غدًا سيزهر الليمون، وتفرح السنابل الخضراء والزيتون وتضحك العيون. وترجع الحمائم المهاجرة إلى السقوف الطاهرة، ويرجع الأطفال يلعبون ويلتقي الآباء والبنون على رباك الزاهرة. يا بلدي، يا بلد السلام والزيتون ستظل عيوننا ترحل اليك كل يوم.