منذر أرشيد
بعيدا عن هموم السياسة التي أرهقتنا.. سأحكي لكم حكاية من حكاياتنا المبهجة ..والتي فيها من متعة الحياة
ومنذ أمس وأنا أضحك من قلبي على حبيبتي الطيبة أم العبد أغلى ما لي في الدنيا
ونحن نعيش هذه الهموم والمئاسي على مدار الساعة لا بد أن تأتي لحظات يعيشها المرء تخرجه من أزماته وتعاسته
وإلا من الممكن أن ينفجر ويموت في لحظة ..
سبحان الله العظيم بلطفه الذي جعل لنا لحظات فرح وسعادة
وكأن الظلام لا بد يكون فيه بصيص نور، سبحانه ما أعظمه.
والحمد لله الذي وهبني هذه المرأة العظيمة
أشهد الله أن من أعظم نعم الله علي هي زوجتي (باسمة) أم العبد.. حفظ الله لكم زوجاتكم المحترمات ولكل واحدة حكاية ورواية تُروى
ولكن أم العبد حكايات وليست حكاية واحدة باختصار إنها ( إمرأة عظيمة)
يكفي أنها طبيعية لا تتصنع ولا تعرف الكذب إطلاقاً ، وكرمها حاتمي ولا يمكن أن يأتي ضيف إلا وتكرمه وتقوم بواجبه.
أم العبد تحب الحياة والفرح والبهجة ..
أشهد الله أنها تكون احيانا مريضة تتألم في الفراش ومجرد أن يدخل ضيف أو ضيفة للبيت تنفرد وتستقبل الضيف وكانها في أوج صحتها وسعادتها
إنها ذكية متعلمة مثقفة وقارئة في زمن عدم القراءة
إلا أنها بسيطة جدا وتأخذ الأمر بكل أريحية ما عدا حدود الله
أم العبد هي من تشتري معظم أغراض البيت ولا تشتري من الحي الذي نسكنه لانه غالي جداً ، وتفضل الذهاب الى سوق الخضرة في قاع المدينة وتعبيء صندوق سيارتها كل أسبوع حيث توفر الكثير
حتى أنها تذهب كل فترة إلى الغور وتشتري كل ما تراه في طريقها ، يعني بتوفر عشرين دينار وبتصرف بنزين ثلاثين
اقول لها شو جابت من دار ابوها..!؟
بتقول مش مهم بشم الهواء .. فعلا هي تحب الانطلاق وتاخذ معها رفقة إما جارتها أو من بنات عمتها ..
الحقيقة أنا اكون سعيد لرؤيته سعيده وهي توزع على الجيران مما تحضره معها من خضار وفواكه
الان نعود لسوق الخضرة في البلد وسط المدينة سقف السيل... جميع من في السوق يعرفونها والكل يريد أن يبيعها
والحمالين يلتفون حولها لأنها تكرمهم
المشكلة وين..!؟
أنها منذ سنوات وهي توقف سيارتها بجانب السوق وهي مكيفة ومبسوطة ولا احد يعترضها أحيانا تجد مخالفة
وأحيانا لا تجد ولكني في وقت الترخيص أجد مبلغا محترما من المخالفات وبما اني أنا أسوق نفس السيارة
أقول ممكن أنا من يخالف والله اعلم ..!
ولكن منذ عام طرأ نظام جديد في امانه عمان وهذا النظام يرسل لك رسالة على هاتفك يبلغك بأنك تخالفت
وبما أن رقم هاتفي على رخصتها فيأتي الإشعار لي أنا
فقبل أشهر وصلني إشعار بمخالفة ..
فورا اتصلت بها وسألتها اين أنت .!؟
قالت انا في السوق .. قلت لها ليش مخالفة..!؟
قالت لا مش مخالفة .. وطلبت من الشرطي وسمح لي
قلت لها ضحك عليكي الان وضع لك مخالفة يا شاطرة
قالت ...انت وين كنك وراي لاحقني ... بعرفك بتعملها
فاتصلت بها مسنجر وصورة وأثبت لها اني في البيت .. ذهلت وبقيت تسألني كيف عرفت .. !؟
قلت لها ....انكشف عني الحجاب
بعدها بشهر وصلني اتصال تلفوني من إدارة السير العمليات
قال الضابط فلانة صاحبة السيارة رقم كذا..!؟
قلت.. نعم و أنا زوجها..
قال السيارة مغلقة مدخل وهناك سيارة عالقة بسببها
نحن مضطرين خلال عشر دقائق أن نرسل وينش لسحب السيارة والتكاليف ستكون مائتي دينار . مع حجز السيارة
اتصلت بها فوراً وقلت لها.. أنت مغلقة الطريق على سيارات في البلد ...
قالت ..لا أنا واقفة بجانب سوق الخضرة
قلت لها روحي قبل ما يسحبوها وتبهدلينا...
جائت للبيت مذهولة وهي تسألني كيف عرفت . !؟
قلت لها أنا معك اين ما تكونين شو بتفكرني بلعب ..!؟
أصابتها صفنة وهي تقول لي إنت مش معقول ..!؟
أمس جائت وهي فرحانه وقالت... شايف كم وفرت
شوف شو جبت لكم أغراض كل الاغراض هذه بثلاثين دينار
كان قد جائني إشعار بمخالفة..!
فقلت لها ...ولكن يا شطورة دفعتينا مخالفة بثلاثين دينار
جلست وهي تصرخ ...بدي اعرف شو السر الي عندك
الله أكبر ما أنا مسموم بدني، ولكن من شان الله كيف بتعرف ...!؟
قلت لها بتذكري أن في واحده في لبنان وفي الدامور
فتحت لنا ونحن عرسان وقالت.. بيصير معكم كيد وكيد ...
قالت.. نعم بتذكر
قلت... وقالت في آخر عمرك راح ينكشف عنك الحجاب
فأنا بصراح ة بس ما تحكي لحدا أنا إنكشف عني الحجاب
وصرت اشوف كل شيء
قالت.. معقووول انت هيك بتخوف
سبحان الله بعد ساعة كان موبايلي بجانبها ومفتوح على رسائل الامانه والمخالفات فانتبهت وقرأت الاشعارات
وعرفت السر وانكشف ملعوبي وما عدت مخيف
جاىت وهي تصرخ وتقول يا ما منك بتضحك علي ببعتولك المخالفات على موبايلك..
ولكن اراهنكم بعد شهر ستتخالف أم العبد في نفس المكان..
واضحكوا معنا الله يسعدكم جميعا
