كشفت مصادر أمريكية عن تصاعد الضغوط التي تمارسها واشنطن على وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، لدفعه إلى القبول الكامل بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، في ظل استمرار تحفظات وزراء اليمين الإسرائيلي المتشدد.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان رسمي، إن الوزير سكوت بيسنت عقد اجتماعًا "نادراً ومطولًا" مع سموتريتش في واشنطن، يوم الإثنين، ناقشا خلاله مستقبل خطة التسوية الأمريكية، وسبل تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق التي تتضمن وقف إطلاق النار، وانسحابًا إسرائيليًا محدودًا من القطاع، وتبادلًا للأسرى بين الجانبين.
ووفق ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن البيان الأمريكي عبر بوضوح عن استياء واشنطن من موقف سموتريتش المعارض للجهود الأمريكية الرامية إلى تثبيت الهدنة في غزة، حيث يعتبر الوزير اليميني أحد أبرز الرافضين للاتفاق الذي أقرّه مجلس الوزراء الإسرائيلي بالأغلبية.
اعتراضات إسرائيلية على خطة ترامب
وكان سموتريتش، إلى جانب عدد من الوزراء المتطرفين في الحكومة، قد صوت ضد خطة ترامب، معتبرًا أن الصفقة المقترحة "تبقي حركة حماس في السلطة"، كما أبدى رفضه القاطع لإطلاق سراح نحو ألفي أسير فلسطيني مقابل الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة.
#ترامب: وقف إطلاق النار في غزة لا يزال ساريا#سوشال_سكاي pic.twitter.com/guk6V2yh7D
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) October 20, 2025
وفي أعقاب هجوم استهدف القوات الإسرائيلية داخل القطاع يوم الأحد الماضي، صعد سموتريتش من لهجته عبر منشور على منصة "إكس"، كتب فيه: "حرب! يجب استئناف القتال فورًا".
لكن الجيش الإسرائيلي عاد بعد ساعات قليلة من ذلك التصريح ليعلن استئناف وقف إطلاق النار المؤقت بوساطة أمريكية، مؤكدًا التزامه ببنود المرحلة الأولى من الاتفاق.
موقف واشنطن من الاجتماع
وأوضح مكتب الوزير الأمريكي سكوت بيسنت أن اللقاء مع سموتريتش لم يقتصر على مناقشة الحرب، بل تناول أيضًا أهمية العلاقات القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل"، مشيرًا إلى أن بيسنت شدد على أولوية إعادة الرهائن الإسرائيليين إلى بلادهم، إلى جانب التأكيد على الإمكانات الكبيرة لتوسيع نطاق اتفاقات أبراهام في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه إدارة ترامب منع نتنياهو وحلفائه في اليمين من تعطيل الاتفاق، وسط قلق أمريكي من أن أي تصعيد جديد في غزة قد ينسف التقدم الذي أحرز خلال الأسابيع الماضية في مسار الهدنة والاتفاق السياسي المرتقب.