بقلم: جلال نشوان
(الأسرى المرضى ) فاقت ممارسات الاحتلال الصهيوني النازية داخل السجون ، كل تصور ، فيدخل المعتقل الفلسطيني زنازين الموت ، فيصاب بأمراض مزمنة ، تثقل كاهله ،وتجعله عليلاً ، لا يستطيع الوقوف على قدميه ، ومع الأسف يحظى الإحتلال المجرم بتغطية دولية ، لا أحد يساؤله ، الأمر الذي يشجعه على مواصلة المزيد من الإنتهاكات البشعة و يعاني الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الصهيوني الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة المتعمدة في تقديم العلاج، وتفيد تقارير المؤسسات الحقوقية والدولية التي تعنى بحقوق الإنسان وتهتم بشؤون الأسرى أن علاج الأسرى المرضى بات موضوعاً تخضعه إدارات السجون الإسرائيلية للمساومة والابتزاز والضغط على المعتقلين؛ وأن العيادات الطبية في السجون والمعتقلات الصهيونية ، تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والمعدات والأدوية الطبية اللازمة والأطباء الأخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المتعددة، وأن الدواء السحري الوحيد المتوفر فيها هو حبة (الأكامول) التي تقدم علاجًا لكل مرض وداء، أما الوجبات الغذائية ، فهى غير مناسبة صحياً للأسرى المرضى، وكثير من الأحيان تقدم لهم أطعمة فاسدة ، تنعكس سلباً على صحتهم وتصيبهم بالتسمم، إدارات السجون تستمر في مماطلتها بنقل الحالات المرضية المستعصية للمستشفيات؛ والأسوأ من ذلك أن عملية نقل الأسرى المرضى والمصابين تتم بتكبيل أيديهم وأرجلهم، ناهيك عن المعاملة الفظة والقاسية التي يتعرضون لها أثناء عملية النقل، و نظرًا للإزدحام الشديد داخل المعتقلات، كل ذلك يشكل خرقاً فاضحاً لمواد اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة والتي أوجبت حق العلاج والرعاية الطبية، وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى، أيها السادة الافاضل : يوماً بعد يوم ، تتفاقم معاناة الأسرى المرضى ، الأمر الذي يحتم علينا تنظيم حملات تضامنية ، ووقفاات اسنادية ، لفضح جرائم الإحتلال بحق الأسرى المرضى وإعلاء صوتهم في ضوء ما يتعرضون له من ظلم وإجحاف، يتمثل بتجاوز وخرق واضح للأنظمة والقوانين الدولية التي تكفل للأسير الحق في العلاج والحياة. ولإطلاع المجتمع الدولي على جرائم الإحتلال المتمثلة بسياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء) إن ما يجري في السجون هو إمتداد لسلسلة الجرائم والاعتداءات الوحشية التي ينفذها القتلة والارهابيين من جلاوزة السجون ، وهذا يتطلب من الجميع وضع خطة وطنية للاتصال بالعالم كله ، خاصة سفارات فلسطين والجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والتواصل مع منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر لإرسال لجنة طبية دولية، عاجلة، لزيارة السجون وضمان توفير العلاج والأدوية للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وأوضاع صحيّة خطيرة وكذلك رفع ملف تعذيب الأسرى، للمحكمة الجنائية الدولية، وملاحقة المجرمين من قادة الإحتلال الصهيوني ورغم المعاناة والألم و الظلم والقهر ، يظل الأسير الفلسطيني شامخاً ، كبيراً ، صامداً ، لا يخنقه حبس جسده ،لان روحه طليقة حرة ترفرف فى سماء ممتلئة بالأحلام والأمانى ،لكن ما يخنقه هو عبرة من خلف القضبان فاضت من عمق عينيه ،ورغم ذلك لم تكسر شوكته ،تلك الممارسات البغيضة ولم تضعف من قوة إرادته حقاً: ثقيلة هي قيودي ،كثيرة هي أوجاعي ومؤلمة جدا تلك الظروف التى يعيشها ابطالنا الاسرى فى معتقلات الموت فى النقب وغيرها ،حيث الإرتفاع الكبير فى درجات الحرارة الأمر الذى يثقل كاهله و يضيف معاناة اخرى له ،غير المعاناة التى يكابدها وهى التنكيل والتعذيب ،بالاضافة الى حرمانه من أبسط الحقوق الانسانية ويأتي العامل النفسى وهو الأكثر بشاعة وهو الشوق الكبير لأبنائه وأسرته ،ولهيب وعذاب الإنتظار المملوء بالأمانى بنيل حريته وإنعتاقه من جحيم المعاناة وفى هذه الظروف الصعبة التى يكابدها الأسرى حيث الممارسات البشعة التى يندى لها جبين الإنسانية وتشكل منعطفا حاداً فى سادية عصابات الموت من سجانى الإحتلال المجرم ، وبالرغم من ذلك يظل شامخاً صامداً ،يقهر السجان بارادة صلبة وعزيمة جبارة شكلت له شخصية متميزة لها عمقها الانسانى إن ارتفاع منسوب معاناة الأسرى المرضى وكذلك كل المعتقلين تجعل الاسرى يكتسبون صفةً مميزةً وعمقاً انسانياً كبيراً ،فهى اكثر نضجاً واكبر تحدياً فى مقاومة المحتل الذى مارس كل أساليب التعذيب والتنكيل وهى شهادة للفلسطينى الذى أضاف الكثير للفكر الإنسانى ،بعمق تجربته الكبيرة ،لتتحول سجون الموت إلى مدارس فكرية وثقافية وتنظيمية ،خلقت حالة انسانية عالية من التحدى ورغم القيود،والممارسات التى تتنافى مع أبسط حقوق الإنسان تظل هذه التجربة المستمرة جزء من الصراع المرير مع الاحتلال،تبوأ فيه البطل الأسير دور المقاتل الذى يحمل هموم الوطن ،يذود عنه ببسالة ،ويقدم أروع صفحات الإنتصار وفى الواقع إن السجون (سجون الموت)المنتشرة فى انحاء فلسطين المحتلة سجلت انبل شهادات البطولة والصمود والتحدى فى اصعب الظروف واسقطت نظريات الأمن المتعددة والطرائق البشعة التى مارسوها بحق أبطالنا حتى غدوا عناوين مشرقة للتحدى والصمود كانت ومازالت تجارب الأسرى والأسيرات شعاعاً حضارياً وفكرياً حافظت على كرامة الفلسطينى ومبادئه ووجوده وحمايته من قسوة الأوضاع ووحشيتها واليوم فى هذه الظروف المناخية الصعبة والإرتفاع المهول لدرجات الحرارة تتفاقم معاناة الأسرى إلى حد يصعب تصوره ،الأمر الذى يحتم علينا التواصل الدائم مع منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولى بالإفراج عنهم وتحسين ظروفهم إنقذوا الأسرى قبل فوات الاوان.