البوابة 24

البوابة 24

المفاجأة!

بقلم: ميسون كحيل

ظهر كخيال قليل الوضوح لكنه منتصب القامة، و عيناه غير واضحتان تماماً، تنظران بإتجاه الوطن كأنه ينظر إليه نظرة الوداع! حاولت الإقتراب منه لكي أرى ملامح وجهه لعلني أعرف من يكون لكنه ابتعد قليلا ً، فأدركت أنه لا يريد أن أعرف شخصيته، ثم سمعت صوتاً يرمز للتنبيه فأصغيت وركزت جل اهتمامي لحديثه و كان مفاده، أنتم في الأيام الأخيرة، وإن تجاوزت الظروف هذه الأيام فستكون أشهر قليلة ستنتقلون بعدها إلى مرحلة جديدة، لا تبقى فيها الأحزاب والحركات والفصائل في شوارعكم وساحاتكم (استبشرت خيراً بصمت)، أما سلطتكم فلن يبق منها إلا اسمها؛ بشخوص ومهام وظروف جديدة ستتواكب وتتوافق مع الحالة السياسية الجديدة من حياتكم، ( شعرت بالخوف)، وسيحدث لكم وعلى أرضكم كما حدث للأحزاب العربية التي تبخرت بعد أن  كان لها رأس الحكم في بلاد الرافدين، وأرض الكنانة وغيرهما، وشكل جديد لهذه الاحزاب، وكأنه شيء من الماضي! ( تاهت أفكاري بين الفرح والحذر).

 ثم صمت رهيب يلف المكان، ولم أعد أسمع، و بدأ الخيال كأنه يغادر لكني لا زلت أراه، وكنت أشعر بالحيرة واليأس مما سمعت؛ إذ لا يمكن أن تذهب سنوات طويلة من النضال الوطني الفلسطيني هباءً بعد أن تحققت كثير من الأهداف؛ من العودة للوطن والحكم و راية العلم والنشيد الوطني، ومرافق الدولة ومؤسساتها، مع تمنيات حاضرة حالية في ظهور أشخاص لديهم أمل جديد، وتفكير عميق بضرورات المرحلة المقبلة بعيداً عن صراع الكراسي والمنافسات الوهمية التي لا يمكن أن تفيد الوطن. ذلك أن سيناريوهات المرحلة القادمة لا شك أن منها ما هو مخيف؛ حيث هناك من لديه الإستعداد لوضع يده بيد الإحتلال تحت عدة مسميات في سبيل المحافظة على حكم مزيف حتى لو كان على جزء من الوطن، وهناك من هدفه و همه في البقاء ضمن برواز الصورة ولا يغادره مهما كان الثمن. 

وقد بذلت جهد لكي أجد بارقة أمل أكبر، فاقتربت من الخيال  لمعرفة من يكون حتى أصابني الذهول بعد أن أيقنت أن الخيال كمن ينظر الى المرآة، فهو صورتي وشكلي وألمي وحيرتي وخوفي من القادم وتلك هي المفاجأة!

كاتم الصوت: استمرار الإنقسام من جهة و تشتت الاختيارات وتضخم الخلافات من جهة أخرى، تقودنا نحو لا رئاسة جديدة؟!

كلام في سرك: تدور حوارات بين أطراف فلسطينية كل على حِدة دون أي تنسيق فيما بينها من جهة، وبين طرف إسرائيلي واحد من جهة أخرى! ومحور هذه الحوارات ( الكرسي)؟!

رسالة: عليك أن تحاور الجميع، أن تقنعهم، أن تحاول جمعهم، فالوقت ليس من صالحنا، و من الضروريات التنبيه لكي يعرف كل شخص حجمه الطبيعي، واحترام إرادة الشعب وعدم تشويه صاحبة المشروع الوطني وأول الرصاص واستغلال اسمها وتاريخها (أحتفظ بالإسم) و (الأسماء).

البوابة 24