بقلم: موسى الصفدي أبو إياد
بداية لا بد من الإشارة إلى أن فشل الإخوان المسلمون في الاستيلاء على الحكم في كل من تونس و مصر و سوريا بعد أحداث ماسمي بالربيع العربي و محاولاتهم الحالية للاستيلاء على الحكم في ليبيا سيشكل مدخلا موضوعيا لفهم طبيعة سلوك و موقف حركة حماس و القوى الإسلاماوية الشبيهة بها فلسطين و التي تقوم على عقيدة واحدة تدعوا و تسعى لإقامة نظامها الديني في المجتمع وصولا لإعلان قيام الإمارة المزعومة التي لا تتناسب مع طبيعة و خصوصيةالمجتمع الفلسطيني التي تقوم على الشراكة و التعايش بين مختلف أبناء شعبنا الفلسطيني بكل اطرافه الدينية و السياسية .
كما ان التناقض القائم بين مشروع القوى الإسلاماوية الفلسطينية و المشروع الوطني الفلسطيني يقود مؤكدا إلى الحقيقة التي يصر على تجاهلها معظم الأطراف التي تدعوا للمصالحة الوطنية الفلسطينية متناسين ان تجاهل هذه الحقيقة سيعزز و يفاقم ما يسمى انقسام في الساحة الفلسطينية .
الا و هي ان لا مجال مطلقا لا بل و من المستحيل التقريب او الدمج بين المشروعين الوطني من جهة و الاسلاماوي من جهة اخرى .
هذه الحقيقة التي تؤكد ان لا مجال مطلقا لا بل و من المستحيل التقريب او الدمج بين المشروعين الوطني الفلسطيني من جهة و الاسلاماوي الظلامي من جهة اخرى .
لأن كلا المشروعين يتعارضا في كل المنطلقات لدرجة كبيرة جدا يستحيل معها المضي في اي حوار او حتى وحدة خطاب سياسي مرحلي حول القضية الفلسطينية .
من هنا علينا ان ندرك ان حماس كونها تعبير عسكري للإخوان المسلمين في فلسطين لن تتخلى بارادتها تحت اي ظرف عما انجزته بانقلابها على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة و لن تتراج عن مشروعها و سعيها لقيام الإمارة مما يجعلها في كثير من المراحل تتساوق مع رغبة الاحتلال الصهيوني في فصل قطاع غزة عن فلسطين .