البوابة 24

البوابة 24

الوجودية نظرية الحرية الفردية.

بقلم: محمد جبر الريفي

ارتبط الفيلسوف الفرنسي الشهير سارتر في الثقافة الغربية بالفلسفة الوجودية كما كانت من مفكريها وإعلامها البارزين سيمون دي بفوار والوجودية هي نظرية مادية صاغها سارتر من وحي الدمار الذي الحقته الحرب العالمية الثانية في أوربا وما نتج عنها من مآسي وكوارث إنسانية انهارت بها القيم والمبادىء خاصة مبدأ الحرية الذي هو محل اهتمام الفرد في المجتمع المدني لذا فالوجودية كفلسفة في الإطار الايدولوجي تنزع بشكل خاص إلى المناداة بالحرية المطلقة بدون حدود خاصة فيما يتعلق بالسلوك الفردي للتأكيد على الوجود المادي للإنسان ككائن اجتماعي له رغبات ذاتية خاصة يريد إشباعها بشكل مطلق (الفردانية والذاتية ) للحصول على السعادة الدنيوية .لقد كان للفلسفة الوجودية تاثيرها على الأدب الأوربي حيث اعتنق الوجودية كثير من المثقفين والادباء الغربيين الذين نظروا اليها كفلسفة تقدمية في مواجهة المفاهيم اللاهوتية المسيحية المتزمتة التي كانت تمارسها الكنيسة في عصر الاقطاع على حرية العقل وتحد من حريته الفردية لكنها في نطاق الإطار الإيديولوجي ظلت بعيدة عن تحليل المجتمع الإنساني على أساس طبقي اجتماعي مما جعلها تيار ثقافي وفكري أكثر منها نظرية سياسية وتأتي رواية الذباب الذي كتبها سارتر نفسه كرمز للأدب الوجودي حيث صور في الرواية وضع فرنسا أثناء الاحتلال النازي الألماني في الحرب العالمية الثانية وذلك قبل تحريرها على يد المقاومة الفرنسية بقيادة الجنرال ديجول وبمساعدة جيش الحلفاء كما من أعماله التي لها طابع سياسي هو كتاب عاصفة على السكر حيث تحدث فيه عن الظلم الاجتماعي الذي كانت تعاني منه كوبا فترة حكم النظام الرأسمالي بقيادة الدكتاتور باتيستا قبل أن تندلع الثورة الكوبية عام 59 من القرن الماضي بقيادة كاسترو ورفيقه جيفارا وربما هو العمل الفريد من أعماله التي له بعد طبقي ..الفلسفة الوجودية هي نتاج لضياع القيم وتراجع الجانب الروحي للإنسان الغربي الذي طحنته الالة الصناعية فاخذ ينشد طريق الخلاص للوصول الى السعادة لهذا ظل انتشارها بين الأدباء والكتاب والمثقفين محصورا تقريبا في العالم الغربي لأنها إفراز لهموم مجتمعاته وذلك بخلاف المجتمعات الشرقية التي ظل الجانب الروحي فيها قويا ولم يصب بالخواء بسبب شيوع ظاهرة التخلف الاقتصادي والاجتماعي لكن الماخذ عليها كنظرية وفلسفة مادية انها تعبير عن نزوع مطلق في البحث عن الحرية الفردية ولو كان ذلك على حساب حرية الآخرين ...

البوابة 24