البوابة 24

البوابة 24

أهمية توحيد المرجعيات الفلسطينية لمواجهة أسرلة التعليم في مدينة القدس

بقلم: أ.جملات عبد الحميد حسن الشاعر

انتهك  الكيان الصهيوني الحقوق الفلسطينية في كافة مناحي الحياة المختلفة منذ عام النكبة 1948م ، عندما هجرهم من قراهم وصادرة أراضيهم واستولى على ممتلكاتهم ، وهدم بيوتهم وقتل الآلاف منهم ، وإعلان دولة الكيان على أرضهم ، ومحاولته منذ ذلك التاريخ لتهويدهم وأسرلة الشعب الفلسطيني أرضاً وشعباً وآثاراً ، وانصهاره بهوية وثقافة الكيان الصهيوني .
اتبع الكيان عدة أساليب لتهويد مدينة القدس منذ أن وقعت بيده كاملةً بعد عام النكسة 1967م، الذي أعلن القدس عاصمة الأبدية ، فهو يسعى منذ ذلك الوقت  استغلال كل فرصة لتهويد وطمس معالم  هويتها العربية والإسلامية ، فكان تارةَ يهجر سكانها قسراً ، وتارةَ يهدم البيوت ، وتارة ًيمنع منح التراخيص لبناء البيوت أو ترميمها  ، وكل السياسات التي يفرضها الكيان لتضيق على السكان المدينة لتركها أو رضوخهم للتهويد والإنصياع للسياسة الاحتلال .
واستكمالاً لسياسته الممنهجة لطمس الهوية الفلسطينية قام بتزوير التاريخ والجغرافيا من خلال وضع مناهج تعليمية محرفة ومزورةً  ، التي تدعي أن الإسلام هو مجرد تربية روحية ، وتاريخ الإسلام هو تاريخ فتن وكوارث ، يزور التاريخ ويطعن في الدين الإسلامي في منهجه الذي أعده  ليتم تعليمه في مدارس مدينة القدس ، كما حذف كافة المفاهيم الدينية والأدبية والقصائد الشعرية  ، مثل الدولة الفلسطينية واستبدالها بالدولة الإسرائيلية ، حذف شعار السلطة الفلسطينية واستبداله بشعار بلدية القدس ، حذف العلم الفلسطيني من المنهاج الفلسطيني ووضع علم إسرائيل، حذف ، كذلك خريطة فلسطين أطلقت عليها اسم خريطة دولة إسرائيل ، حذف كافة المصطلحات التي توحي بالانتماء الوطني الفلسطيني .
اتباع سياسة التجهيل من خلال إغلاق المدارس ، ووضع الحواجز أمام الطلاب والمعلمين وهدر   الوقت في الانتظار ، مما ساعد على تسرب الطلاب وترك التعليم ، وجود عدد كبير في الصفوف المدارس الحكومية والخاصة والمدارس التابعة لوكالة الغوث الدولية ، حيث تعمل تلك المدارس على فترتين ، هذه السياسة موجهة للمدارس التابعة للإشراف الفلسطيني، الذي صدر بشأنها لوائح وسياسات بعدم السماح بتوسيع المدارس أو بناء مدارس جديدة ، وجود نقص حاد في الأجهزة المجهرية والرياضية ، ونقص كبير في عدد المعلمين ، ومنعهم من تطوير ذاتهم والاحتكاك بالعالم الخارجي ، وربط تمويلها بقبول سياسة تهويد المناهج الفلسطينية ، في المقابل استمرار الفلسطيني برفض تلك السياسة ، واستمرار معاناة طلاب ومعلمين مدينة القدس .
استغلال الكيان الإسرائيلي حالة الضعف الفلسطينية المنقسمة على نفسها سياسياً ، واستطاع أن يعزز الانقسام الجغرافي والديمغرافي والسياسي والحزبي ، وانشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية ، ونجاح الكيان الإسرائيلي في تطبيع بعض الدول العربية ، ومساندة الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الإسرائيلي في فلسطين ، بالتالي فقد أهل القدس المرجعية الذي يلتف حولها ، وهذا يعني غياب البرنامج الوطني الشامل الذي سببه الانقسام البغيض . 
رغم الانقسام الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات متضامناً مع أهل مدينة القدس فهم جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية ، فنحن مع أهلنا في مدينة القدس قلباً وقالباً ، لإحباط مخططاته وإفشالها.
لمواجهة سياسة أسرلة التعليم في مدينة القدس توحيد المرجعيات والرؤى الفلسطينية  ، وتشكيل جبهة سياسية داخلية لتأكيد على الوجود العربي الفلسطيني التي يسعى الكيان لإزالة من جذوره من خلال التهويد تارةَ والتهجير تارةَ أخرى ، تحريك دولي قانوني والمطالبة بالحماية الدولية وتنفيذ القرارات الدولية بشأن القدس والقضية الفلسطينية ، ولا نغفل  المقاطعة السياسية والاقتصادية للكيان الإسرائيلي ، ومطالبة جامعة الدول العربية أن تكون لها دور إيجابي في حماية مدينة القدس من سياسة التهويد ، والمحاولات المتكررة لهدم المسجد الأقصى بطرق غير مباشرة من خلال عمليات الحفر المستمرة . 
ضروري وضع ملف القدس ضمن أولويات صانعي القرار السياسي الفلسطيني ، وحشد التحرك السريع من قبل القوى الفلسطينية الموحدة والعربية والإسلامية والمسيحية للتصدي للسياسة الاحتلالية التهجيرية والتهويدية  ، وفي الوقت نفسة التأكيد  على عروبة القدس والتصدي لسياسة المحتل فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين .

البوابة 24