البوابة 24

البوابة 24

التيه العربى فى صحراء السياسة

جلال نشوان
جلال نشوان

بقلم: جلال نشوان

يوما بعد يوم يرتفع منسوب  التيه العربى فى صحراء السياسة ،فرغم قسوة التجارب التى مروا بها ،الا أنهم لم يتعظوا ولم يتعلموا ،و
جاء  اعصار الربيع الأمريكى (الربيع العربى)،وانهار كل شيء ،وانهارت دول عربية وأصبحت فى عداد جمهوريات الموز ،وكان يجب استلهام العبر والدروس وأن ينحازوا لشعوبهم 
،الا أنهم  أخذتهم العزة بالاثم وغدوا  دمىً تحركها الادارات الأمريكية المتعاقبة ،

جاء الطاغية ترامب  الى المملكة العربية السعودية وملأ جيوبه باربعمائة مليار دولار وهدايا لابنته ايفانكا قدرت بملايين الدولارات ، ولم يكتف بذلك بل خاطب  ولى عهد البحرين بكل وقاحة (كيف لكم أن تمتلكوا 750 مليار ،يجب أن تدفعوا !!!!
عاث الطاغية فى الأرض فسادا ولم يكتف بنهب أموال العرب ،بل أعد صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية ،صفقة العار التى تم صياغتها  من  بنات أفكار  نتنياهو ومراهق البيت الأبيض ولكن الصمود الفلسطينى    شكل سيفا بتارا  لكل مشاريع التصفية وغدا الفلسطينى المنهك من ظلم المحتلين الغزاة  أيقونة الصمود والتصدى ،غدا كبيرا  عزيزا شامخا فى زمن الردة و الانهيار العربى 
لم يستطع النظام السياسى العربى المتآكل أن يحدث تأثيرا سياسيا على الساحة الدولية ،بل آثر  ان يرتمى فى احضان قادة المشروع الصهيوامريكى ،وعاجلا أم آجلا سيلقوا بهم الى مزبلة التاريخ ،لقد ظنوا ان حجب الدعم عن الشعب الفلسطينى ،سياتى بشعبنا صاغرا  خانعا ولكن صمود الفلسطينى (أيوب العالم )  أربكت كل  حساباتهم وجعلتهم فى حيرة من أمرهم ...
من كان يتخيل ان التطبيع العلنى جاء بعد سنوات من الخفاء !!!!

من كان يتخيل أن التطبيع  العربي يصل الى القيام  بتغيير  قوانيين الجنسية ليتسفيد من ذلك التغيير  تجنيس  الاسرائليين ليصبحوا  مواطنيين اماراتيين !!!!
من كان يتخيل أن يصل التطبيع  السودانى الى عقد (البرهان )  الصفقات السياسية المشبوهة  ليلحق السودان بقطار  التطبيع  مع اسرائيل وأن يقفز السودان من سفينة الاجماع العربي !!!!  ،وهل وصل الحال  بالوزير 
البحرينى ان لا يعرف عن اى شيء  يتم  توقيعه  !!!! وهل وصل الحال به ان يزور تل ابيب ويطالب بتعجيل نقل سفارة البحرين الى القدس وهل وصل الحال بالغرام السياسى بالامارات ان تستضيف اسر اسرائيلية من القتلة فى بيوتهم !!!!
ذهبت  ملياراتكم  سدى ايها  المراهقون  فى صحراء السياسة  ،ونقول والألم يعتصر قلوبنا 
اليس من العار إن يٌخضع فتى البيت الأبيض ،سمسار العقارات (كوشنير صهر ترامب )مراهقى الخليج  ؟!!!!!
رحل معلمكم وسيدكم (ترامب )  ، وجاء الثعلب ( بايدن ) ليكمل الدور 
الذى بدأه الأمريكيون من النهب والتدمير ،وستعودون كما  كنتم فى البدايات الأولى ...


لقد فشل النظام السياسى العربى فى احداث أى تأثير  على الساحة الدولية بسبب ضعفه وعدم امتلاك الارادة السياسية الفاعلة القادرة على القيادة ، لقد أضعتم مجد القادة العظام مثل عبد الناصر وبوتفليقة وفيصل وياسر عرفات وبن بيلة ، وهنا أستذكر  موقف يدعو الى الاعتزاز والشموخ ،عندما هاتف الزعيم عبد الناصر (بوتفليقة ) بأن مصر تحتاج لبعض الطائرات ،وعلى الفور استجاب لطلب الرئيس  عبد الناصر  قائلاً : ارسل طيارين  ليأخذوا  ما لدينا  من طائرات ،وعلمت أمريكا بذلك وأوعزت لسفيرها بالاحتجاج لدى الرئيس الجزائرى بوتفليقة  وطلب السفير الأمريكى مقابلة الرئيس الراحل ،وحدث اللقاء ،وقال السفير  الأمريكى أن الولايات المتحدة تحتج على ذلك وتشعر بالانزعاج ، فما  كان من الرئيس بوتفليقة الا أن صرخ فى وجهه قائلا :انتهت المقابلة ...،كان زعماء الأمة أصحاب مشروع تحررى وقيادى ينم عن عظمة قادة الأمة فى ذلك الوقت  ، ونستذكر أيضا مواقف الشهيد  ياسر عرفات عندما قال  لا  ...وكذلك الرئيس محمود عباس عندما رفض صفقة القرن 
المجد يركع للشرفاء والأحرار الذين انتصروا  لامتهم ذات المجد التليد 

البوابة 24