بقلم: محمد جبر الريفي
الطلاب والمثقفون الغربيون هم أكثر الفئات الاجتماعية احتجاجا على سياسات الدول الصناعية الغربية الكبرى التي تمارس عملية نهب منظم لموارد دول العالم الثالث النامية وتحتكر لنفسها حق امتلاك التكنولوجيا وما افرزه التقدم العلمي من تطور هائل في كافة مجالات الحياة كما تقف فئة الطلاب والمثقفين الغربيين موقفا مناصرا لقضايا التحرر الوطني وتبدي تعاطفا ملموسا لانتفاضات العالم الثالث ضد الأنظمة الاستبدادية ويعود هذا الدور السياسي للطلاب إلى ما حققه العلم من تطور تكنولوجي حيث اصبحوا في ظل التطور الاقتصادي قوة منتجة تتشابه الى حد كبير مع خصائص الطبقة العاملة فهم لا يمتلكون وسائل الإنتاج مثلهم في ذلك مثل العمال ثم انهم يقفون خارج نطاق البحبوبة في المجتمع الصناعي الرأسمالي هذه البحبوبة المحصورة على الطبقة البرجوازية التي تحتكر ملكية الشركات الراسمالية الكبرى الاحتكارية لكنهم في نفس الوقت الذين لا يتمتعون بمزايا الحضارة الاستهلاكية ولا يقفون في نطاق هذه البحبوبة الي يوفرها النظام الرأسمالي في بلدانهم للطبقة البرجوازية ويبقوا محرومين منها خارج النظام التكنولوجي يساهمون في خلق رأس المال لأرباب العمل أي لاصحاب الشركات الراسمالية باعتبارهم منتجين لفائض القيمة ...كل ذلك جعل منهم قوة جماعية لها وزنها السياسي في الحركات الاحتجاجية الغربية مما دفع بسلطات القمع الراسمالية لأن تتخذ منهم مواقف عنيفة بهدف أضعاف دورهم النضالي ...في بلداننا العربية اليوم التي تعاني معظمها من مشاكل وأزمات سياسية طاحنة وصلت في بعضها إلى حد الصراع الدموي المسلح على السلطة لا نكاد نجد أي دور هام متميز للطلاب والمثقفين العرب احتجاجا على هذه الفوضى السياسية والأمنية المتفجرة لأن أغلبية الجماهير الطلابية إنغمست في الحضارة الاستهلاكية الغربية بتقليد مظاهر هذه الحضارة في أشكال الحياة وهي مظاهر تبعدهم عن الإحساس بالهموم الوطنية والمعيشية وتجعلهم يميلون إلى حياة العزلة السياسية والانكفاء إلى الثرثرة في المقاهي و أروقة الجامعات والنوادي الرياضية والركض وراء الموضة والازياء والتقليعات واقتناء الأشرطة والفيديوهات الترفيهية ...