إلى صانع الحضور و الهوية
ياسر عرفات
القائد و الرمز
لم يكن ياسر عرفات في الحياة الفلسطينية مجرد قائد او رمز لمرحلة من المراحل يستوي معها المرور عليها باحياء ذكرى استشهاده و إلقاء ما تيسر من كلمات تحدث بمزاياه و تاريخه و ماقدمه للثورة الفلسطينية المعاصرة و الشعب الفلسطيني و لا يستوي معها أيضا الاكتفاء بسماع القصائد التي تمجده مع كل التقدير والاحترام و الحب لما كتبه و سيكتبه الشعراء في هذه الذكرى و في مقدمتهم الشاعر العظيم محمود درويش بل يجب أن نتناول القائد الرمز ياسر عرفات كثقافة حضور داءم أسست للهوية الفلسطينية و قدمتها للعالم أجمع بانطلاقة مجيدة لثورة جعلت العالم أجمع يعترف بحقوق سياسية مشروعة لشعبنا الفلسطيني بعد ان كان ينظر لهذه الحقوق على أنها حقوق إنسانية تخص مجموعة من البشر.
ان هذه الذكرى يجب ان يتم الحديث فيها عن ثقافة الثورة و وعي الضرورة الوطنية التي زرعها ياسر عرفات و إخوته الشهداء المؤسسين في حياة أجيال فلسطينية عايشتهم و أجيال قادمة يجب ان يتاح لها الإطلاع على هذه الثقافة و قراءة تجربتها المتميزة عالميا.
ان صناع التجربة الثورية الفلسطينية العظماء و في مقدمة حضورهم الدائم في الحياة الفلسطينية القائد الخالد الرمز ياسر عرفات استطاعو بالرغم من كل الظروف الصعبة و المعقدة التي احاطت بانطلاقة كفاحهم الثوري ان يجعلو من فلسطين و لعقود تلت الانطلاقة أهم قضية سياسية في العالم و نقلت الملف الفلسطيني من ادراج الأمم المتحدة إلى برامج و اهتمامات كل الحكومات في العالم.
ان كل التحولات التي احاطت و تحيط بالقضية الفلسطينية لا يمكن مناقشتها دون ان يلحظ فيها الأسس و القواعد التي بناها و ارساها الرمز الشهيد و إخوته الشهداء المؤسسين و الذين شكلو معه أطراف مثلث الكفاح الثوري الفلسطيني و وعي الشعب الفلسطيني بضرورة الثورة و اسسو للهوية الفلسطينية.
المجد كل المجد للثورة
و الخلود للشهداء الأبرار
الحرية لجنرالات الصبر
موسى الصفدي
ابو إياد
