بقلم: موسى الصفدي أبو إياد
وثيقة الاستقلال المعلن عنها في بلد ملايين الشهداء عاصمة الشرف و النخوة العربية الجزائر كان لها أثرا بالغا في نفوسنا و نحن في الظروف الصعبة التي كنا نعيشها حيث اختزنت أجسادنا في السجون بينما كانت أرواحنا الحرة تحلق في سماء الجزائر الغالية على قلوبنا لتشارك أبناء شعبنا العظيم فرحته العارمة بأول إعلان نظري في التاريخ لقيام دولة فلسطين .
بالنسبة لنا في السجون التي اختزنت أجسادنا لسنوات طويلة لم يكن هذا الإعلان مجرد نص لوثيقة كما نظر إليه البعض انما مثل لنا الأمل الذي بدء يتشكل في حياتنا وحياة شعبنا بوجود هذه الدولة و الانتقال بها من الواقع النظري إلى تحقيقها كواقع على الأرض و الجغرافيا كما تحقق لاحقا بفعل كفاح و نضال ثورتنا الفلسطينية و قائدة نضالها منظمة التحرير الفلسطينية. .
لقد استطاعت القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني ممثلة بالقائد الرمز ياسر عرفات ان تبني على الأرض القواعد الأساسية لبناء وطن حقيقي باستطاعة اي فلسطيني ان يمسك على حقيقته و يراه بأم عينه كما حصل بعد دخول مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية و قواتها إلى أرض فلسطين المكان الوحيد على سطح الأرض الذي لا يحاسب الفلسطيني فيه على كونه فلسطينيا كما يحدث معه في كل اركان الأرض.
لقد شكلت هذه الخطوة اهم نقلة بالنسبة للقضية الفلسطينية بعد الانطلاقة المجيدة بل شكلت انطلاقة ثانية للثورة الفلسطينية بادوات و أشكال و برامج جديدة و مختلفة .
إضافة إلى انها إنتقلت بالوعي الفلسطيني إلى واقع ثوري و كفاحي موضوعي يستجيب لمتطلبات شعبنا في كل مكان كما طورت لغة الخطاب السياسي الفلسطيني داخل فلسطين و خارجها بما خدم و يخدم تطلعاتنا الوطنية في إقامة دولة مستقلة .
المجد كل المجد للثورة التي صنعت الحقيقة الفلسطينية و الهوية .
الخلود لشهدائنا الأبرار .
الحرية لجنرلات الصبر أسرارنا البواسل .
