بقلم:اشرف صالح
أدركت حماس جيداً أن مؤسسة الرئاسة ومؤسسات الحكومة الفلسطينية ومؤسسات منظمة التحرير , هي التي تمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج , وهي التي تتحدث بإسمه في كل المحافل الدوليه , ولذلك فهي الآن لم تقدم نفسها للعالم كحكومه رسميه , ولا حتى في دويلة غزة , فهي الآن تعمل تحت مسمى "لجنة متابعة العمل الحكومي" لأنها تدرك تماما أنها لا تستطيع أن تمثل الشعب الفلسطيني في أي مكان في العالم , وحتى في خطاباتها الرسميه تقول أننا في دولة القانون والمؤسسات , وحتى لو كان هذا يعني غزة فقط , فاليوم وعلى المستوى السياسي لا تستطيع حماس أن تقول للعالم أنها مؤسسة رسميه , ولكن في المقابل تريد عسكرة المنطقة الجغرافيه الصغيرة التي تحكمها بحكم الأمر الواقع , وهي قطاع غزة , الجزء المسلوب من الوطن , فهنا يأتي دور كتائب القسام التابعة لحماس.. إن كتائب القسام التابعة لحماس تريد فرض واقع جديد يهدف إلى عسكرة قطاع غزة , وليت الأمر كذلك فقط , بل تريد أن تكون عسكره حمساويه بحته , وكأنه لا يوجد في غزة فصائل مقاومة سوا حماس فقط , وفي هذا المقال لا أريد أن أتحدث عن الحواجز العسكرية التي تنصبها كتائب القسام في الليل بهدف تفتيش المواطنين بشكل غير قانوني , ولا أريد أن أتحدث عن المناطق المدنية والمأهولة بالسكان والتي تسيطر عليها كتائب القسام وتحولها الى مناطق عسكرية , ولكن أريد أن أتحدث عن ظاهرة جديدة تستخدمها كتائب القسام لفرض أمر واقع على الناس تحت مسمى دولة كتائب القسام , فهي الآن تسيطر على الميادين العامة في غزة من خلال وضع هياكل دبابات وصواريخ وطائرات تابعه لكتائب القسام , وبعض الميادين عليها يافطات ضخمة مكتوب عليها "ميدان كتائب القسام" فأصبح كل ميدان ودوار ومكان عام في غزة يحتوي على مجسم أو يافطه لكتائب القسام , وذلك بهدف عسكرة قطاع غزة لصالح كتائب القسام.. نحن في دولة القانون والمؤسسات ولا نريد أن نرى في الشوارع والميادين العامة سوا الأشياء التي تحمل إسم دولة فلسطين , وإذا كانت كتائب القسام تعطي الحق لنفسها أن تضع في الأماكن العامة والميادين في غزة مجسمات لطائراتها وصواريخها وما شابه بهدف الترويج لنفسها على حساب راحة المواطنين , فهذا يعني أن كل فصيل مقاومة في غزة يعمل كما تعمل حماس , فالفصائل في غزة كثر.. يجب على كتائب القسام أن تتوقف عن إستغلال الشوارع والمفترقات والميادين العامه لصالحها , وأن تراعي شعور المواطنين , وأن تحترم مفهوم دولة القانون والمؤسسات , وأن تحترم نفسها كونها تدافع عن الوطن بجانب عشرات الفصائل في غزة والضفة والقدس , ولا تحول مدينة غزة الى ثكنات عسكرية مليئة بالشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع , فكتائب القسام مثلها مثل سرايا القدس , وكتائب شهداء الأقصى , وكتائب أبو علي مصطفي , وكتائب المقاومة الشعبية... إلخ , ولذلك يجب أن تكون قدوة للمقاومة ولا تتصرف وكأنها حكومة , يجب أن تبقى شوارع غزة وميادين غزة حضارية مدنية تعبر عن مفهوم دولة القانون والمؤسسات . أشرف صالح – فلسطين كاتب وإعلامي وسياسي
