بقلم: موسى الصفدي
بكل الحب و الاحترام لكل من يحاول التحدث أو كتابة تاريخ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة لا بد من توضيح يتعلق بأسماء القادة الذين أسسوا لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة و أطلقوا شرارة كفاحها الثوري المسلح .
بداية أود أن أشير إلى أن الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات يعتبر حقيقة انه هو المؤسس الأول للثورة الفلسطينية مع إخوته القادة الشهداء في حركة التحرير الوطني الفلسطيني الذين شكلو في تلك الفترة قيادة العمل الثوري و قيادة الكفاح الوطني المسلح و تحملوا ما ترتب على ذلك من عقبات و صعوبات على كافة الصعد عربيا و اقليميا و دوليا و استمروا على نهجهم و مذهبهم في الكفاح الوطني الفلسطيني حتى تاريخ استشهادهم و بذلك كل من تم الحديث عنهم كمؤسسين كالسادة حسام الخطيب و عادل عبد الكريم و يوسف شديد و عبدالله الدنان ... الخ ... هم كغيرهم من عشرات عشرات الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين ناقشو أو فكروا انذاك بضرورة تغير الواقع الفلسطيني بعد النكبة لكنهم لم يستمرو فيها و قد عارض معظمهم فكرة انطلاقة الثورة و شكك بجدوى انطلاقتها بل و ذهب بعضهم إلى اتهام الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات و من قاموا معه بالبدء في العمل العسكري بالتهور و الجنون بل و انسحبوا او بالأحرى استقالوا من المواقع القيادية التي أسندت لهم في قيادة حركة التحرر الوطني و التفتو إلى حياتهم الأكاديمية و مع ذلك من الضروري الإشارة إلى ان بعضهم لم يتخلى عن خلفيته الحزبية التي جاء منها و حاول هذا البعض تشكيل تكتلات داخل هياكل حركة التحرر الوطني الفلسطيني تتعارض مع مبادئ و منطلقات الحركة مثل مايعرف بالتيار القومي أو اليساري او الاسلامي و غيرهم من التيارات التي كانت تعج بها الساحة السياسية في الوطن العربي.
بعد ذلك و بعد نجاح الشهيد الرمز ياسر عرفات و إخوته القادة الشهداء في إطلاق شرارة الكفاح المسلح في بداية عام 1965 حاولوا التامر على الثورة و تنفيذ انقلاب على الشهيد القائد الرمز من خلال ما عرف بحادثة مقتل يوسف عرابي التي لم يتم الحديث بتفاصيلها لأسباب موضوعية تتعلق بسياسة حركة التحرر الوطني المتبعة في المنطقة العربية . و أسرار تلك المرحلة لم يتم الحديث عنها و لا ذكرها عبر العقود الماضية و لا يعرفها بتفاصيلها الا القادة المؤسسون.
أعود لاذكر بأن يوسف عرابي كان يخطط للتخلص من الشهيد الرمز بعد القرارات التي اتخذت بحقه من قبل تلك المجموعة في الكويت و من دون الدخول في تفاصيل تلك المرحلة التي
مرت بحركة التحرر و محاولات مصادرتها و السيطرة عليها من قبل النظام العربي الذي رفض التسليم بأن شعار حرب الشعب طويلة الأمد الذي رفعته حركة التحرر الوطني الفلسطيني يشكل المدخل الوحيد للتحرر العربي و الوحدة الوطنية العربية ... إن اقحام بعض الأسماء و ذكرھم كمؤسسين لحركة التحرر الوطني الفلسطيني ما هو إلا استمرارا لنهج التزوير الذي مارسته الأقلام الماجورة للأنظمة المتامرة على فكر و عقيدة الثورة في مجتمعنا الفلسطيني و التي على الرغم من هشاشة منطلقاتها الفكرية تسعى حتى الأن لإدارة الفتنة و شق حركة التحرر الوطني .
و في هذا السياق إخوتي يمكننا أن نفهم كل المحاولات الانقلابية التي حدثت في ساحتنا الفلسطينية منذ عام 1966 الى فترة تواجدها في الاردن مرورا بلبنان و تشكيل ما سمي جبهة الرفض مرورا بما سمي حالة صبري البنا و محاولة الانشقاق عام 1982 وصولا لانقلاب حماس المدمر .
نقاط اخيرة لابدمنذكرها:
١- ان المؤسس هو من استمر بالثورة كفكرة و عبر عنه بسلوكه الثوري و النضالي .
٢- من ناقش او تحدث في فكرة الثورة و لم يعمل بها لا يعتبر مؤسسا و شانه في ذلك شان الآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني في تلك المرحلة و ذلك لاينتقص من وطنيتهم .
المجد كل المجد للثورة
الخلود لشهداءنا الأبرار
الحرية لاسرانا و معتقلينا داخل الوطن و خارجه.
موسى الصفدي
ابو إياد