البوابة 24

البوابة 24

بيان صادر عن جامعة الأزهر بمناسبة ذكرى يوم الأرض

مرفقة
مرفقة

أصدرت جامعة الأزهر بيان في ذكرى يوم الأرض الخالد هذا نصه:

في 30 آذار من كل عام منذ خمس وأربعين عاماً تشرق في قلوبنا شمس فلسطين، ويضيئ الشهداء ليلنا بقناديل نور لا تنطفئ.

في 30 من آذار العام 1976 صادر الاحتلال آلاف الدونمات من أرضنا المقدسة؛ فتصدى الفلسطينيون بلحمهم الحي وأرواحهم الحرة ونفوسهم الطاهرة لبطش المجنزرات الصهيونية، وأعادوا رواية الدم الفلسطيني الذي ينتصر على رصاصة المحتل وموته.

ما زال يوم الأرض رمز الوجود الفلسطيني؛ وقصة كرامته؛ وسبيل حريته؛ ورايته الخفاقة، ومجد الانسان الذي لا يقايض على وطنه وحريته وهويته وتاريخه، إنه التفرد بحيوية الفلسطيني وجذوره التي لا تموت، وحاضره العصي على الانكسار، ومستقبله وإيمانه في النصر الآت.

تمر علينا ذكرى يوم الأرض ونحن ما زلنا الضحية، وما انفك الجلاد الصهيوني يمارس القتل والتهجير والابادة والاستيطان، هذا الجلاد المتوحش الذي يبرع في اقتلاع الانسان والحجر والارض والشجر وكل ما هو مرادف للحياة والخير والحب والسلام، ويتوسع في عملية تزييف التاريخ والحاضر والجغرافيا.

في ذكرى الأرض التي نستذكرها ندرك أن كل شيء حولنا يتغير؛ عروبة بعض من قومنا لم تعد بنفس شهامتها؛ والامبريالية ما زالت حارسة المشروع الصهيوني لكن بأناقة مخملية وأنياب تحمل كل سم الموت، وقيم الانسانية تتراجع؛ ومنطق القوة يعلو صوته فوق قوة الحق, كل شيء تغير إلا شيء واحد لم يتغير ولن يتغير، الثابت الفلسطيني وحده لن يتغير، حقه في أرضه؛ حلمه في العودة؛ خيار بطولته الفريدة؛ هويته وتاريخه ونضاله.

لم تتغير أسطورة الفينيق الفلسطيني الذي يخرج كل مرة من تحت الأنقاض ليستعيد قوته ومجده وعنفوانه وصلابته وانتصار كفه على مخرز الاسرائيلي، إنها اسطورة الفلسطيني الذي لم يسحقه قرن من التآمر والقتل والتهجير والإبادة والسجون والقصف.

في يوم الأرض تستمر حكاية  الفلسطيني الذي لا ينسى لأنه لن ينسى، حكاية الرصاصة الصهيونية المحتلة والعنق الفلسطيني المتأهب دوما للتضحية، للدفاع عن الأرض لتأكيد المؤكد بالحق الثابت كشجر الزيتون وقبة الأقصى واستدارات جبال الكرمل وعيبال والجرمق والخليل. 

في يوم الأرض الذي تفوح منه رائحة المسك التي سالت من صدور الشهداء؛ نستلهم سيرة الأولين من آبائنا الذين قاتلوا  فأورثوا فينا  فلسطين ببحرها وسهلها وجبلها وقراها وربوعها، فما تحقق وعد الصهيونية أبداً أن ينسى الصغار فلسطينهم وما خبت جذوة الثورة، ولا عقرت أرضنا روح النضال والجهاد حتى الموت.

إن يوم الأرض فرصة لنستذكر مجد الشهداء الذين قضوا في سبيل استرداد أرضهم، ولينبهوا كل فلسطيني أن الانقسام حرام، وأن التراجع حرام، وأن التطبيع خيانة، وأن المقاومة خيار حتى التحرير، وأن الانسان أغلى ما نملك فاستوصوا به خيراً، وأن نشحذ الهمم ليصل صوتنا إلى كل حر في هذا العالم، وأن نرسم طريق دولتنا بتحضر وعزيمة ومثابرة واخلاص.

في هذا اليوم العظيم من تاريخ شعبنا نؤكد على دعمنا  لقيادتنا الوطنية بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين؛ الذي يقاتل في كل الجبهات، وهو ما يستوجب أن نصطف خلفه  لمواجهة طغيان الاحتلال وأذنابه، وأن نتصدى معه لكل مشاريع التصفية التي تستهدف قضيتنا الوطنية.

البوابة 24