في حادثة وحشية ومؤلمة، أثيرت حالة من الغضب والاستنكار بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب انتشار مقطع مصور لشيخ وهو يعتدي بالضرب على طفل داخل مسجد قيل إنه في ليبيا.
تعذيب طفل ليبي داخل مسجد
وكشف المقطع المصور، الذي يبدو أن أحد الموجودين في المكان صوره سرا وسربه، عن وجود شخصين يمسكان بطفل، بينما كان معلمه (الشيخ) يضربه بالعصا بقسوة أسفل قدميه، وسط تعالي صرخات الطفل من شدة الألم.
— m . e (@mohamme72492882) December 27, 2022
يظهر شيخ ملتح، في الفيديو، وهو يعنّف الطفل ويضربه بشكل قاسي ووحشي وبكل قوّته وبشكل متتال على جميع أنحاء جسده بعد تقييده وتعريته، وذلك باستخدام أنبوب بلاستيكي، غير مبال بتوسلاته وصراخه من شدة الألم، وحدثت هذه الوقعة المؤلمة في قاعة تعليم بأحد المساجد أثناء درس لتعليم القرآن الكريم.
والجدير بالإشارة، أثار هذا المشهد غضبا واسعا على منصات "السوشيال ميديا"، حيث طالب نشطاء بضرورة اعتقال المدرس ومحاسبته، مستنكرين طريقة العقاب التي واجهها الطفل، والتي كانت على ما يبدو بسبب نوم الطفل داخل الفصل، حيث صرخ الطفل في الفيديو مرددا عبارة "أنا لم أنام".
نشطاء يستنكرون الواقعة
ومن جهتها، دعت ناشطة تدعى "أم وسيم"، في تدوينة، السلطات إلى ضرورة تحديد مكان المسجد الذي حدثت فيه الحادثة، والقبض على الإمام من أجل حماية بقية الأطفال، واعتبرت أن اللجوء إلى عقاب الطلاب بالضرب سيجعلهم ينفرون من الدراسة وتحويلهم إلى جيل عنيف.
كما أكدت ناشطة أخرى تدعى بدور، أن عقاب الأطفال المتكاسلين لا يجب أن يكون بكل هذه القسوة والحقد والترهيب وإنما بالتحفيز والتشجيع والمتابعة وحتى بالجوائز، لأن الأطفال غير متساوين في القدرة على الاستيعاب والحفظ.
ومن جانبه، تحدث الناشط معاذ الترهوني في تدوينة له، عن السنوات الأولى من دراسته، وقال إنه تعرض في أكثر من مرة للضرب، وأنها مشاهد لم تمح من ذاكرته إلى يومنا هذا، ولم يتمكن من تجاوزها أو نسيانها، وأنّه يشعر بالكره والحقد على كل المدرسين الذين ألحقوا به الأذى.
تأييد للعنف.. والقانون يرد
وعلى جانب آخر، أشار الناشط يدعى شريف توايتي، أن استخدام هذه الطريقة لتأديب الأطفال والطلاّب غير المجتهدين، يساعد على تقويم سلوكهم وتعليمهم الانضباط وتحفيزهم على الاجتهاد أكثر والاهتمام بدراستهم.
والجدير بالذكر أن القانون الليبي يحظر على مديري والمعلمين وغيرهم من العاملين بالمدارس، استخدام العنف والضرب بكافة أشكاله ضد التلاميذ والطلاب، ويعرّض كل من يخالف ذلك للمساءلة القانونية.