أكد أحمد حلس " أبو ماهر"، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومفوض عام التعبئة والتنظيم في الاقاليم الجنوبية، مساء اليوم الخميس الموافق 5/1/2022، على أن الاحتلال الإسرائيلي فشل في منع الشعب الفلسطيني من الاحتفال والاحتفاء بتنسم القائد المناضل كريم يونس الحرية بعد 40 عامًا في سجون الاحتلال.
وأضاف حلس خلال لقاء متلفز عبر تلفزيون فلسطين: "لا يمكن أن يكون هناك معنى لأي عملية سياسية، ولا يمكن أن يكون معنى لأي سلام، دون أن يتحقق السلام للأسرى الفلسطينيين، وهذا كان مضمون وعنوان كلمة السيد الرئيس، وهذه أيضاً حقيقة الموقف الذي تتبناه حركة فتح.
وأكمل: كريم يونس قدم ما عليه وزيادة، نحن لا نطالب كريم إلا بأن يعيش حياته التي يستحقها ثمرة لنضاله، نحن نطالب كريم بأن يعيش مع أسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة، ونحن على يقين بأنه سيبقى عنوان ونموذج ورمز وطني كبيراً وقائداً من قادة الشعب الفلسطيني، ليس فقط لحركة فتح بل للكل الفلسطيني.
وشدد حلس على أن القائد كريم يونس هو عضو لجنة مركزية في حركة فتح وهو جزء من قرارها ومن قيادتها التي آمنت وتؤمن بأن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي أقرب طريق لتحقيق مصالحنا وأهدافنا.
فيما يلي حوار القيادي أحمد حلس كاملاً:
س: الأسير المناضل الصابر كريم يونس، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يعانق الحرية اليوم للمرة الأولى بعد 40 عامًا من سجون الاحتلال الذي يفتقر لأدنى معنى من معاني الإنسانية؟
أنه يوم وطني كبير، يوم فرحة عارمة لكل شعبنا الفلسطيني، يوم نسعد فيه بحرية قائد وطني كبير يمثل نموذجا للأسرى الفلسطينيين على مدار كل السنوات وأيضاً يبعث الأمل في نفوس كل أسرانا وأسرهم وذويهم وشعبنا أن هذه السجون لا يمكن أن تكون هي النهاية، وان الحرية يجب أن تكون هي خاتمة هذا الصبر.
كريم يونس أمضى في سجون الاحتلال 40 عامًا، صابراً ومؤمناً بقضيته العادلة التي من أجلها دخل هذا السجن، ودائماً كان يؤمن بأنه سيأتي اليوم الذي سيتحرر فيه، وهو اليوم يؤمن بأنه سيأتي، اليوم القريب الذي يتحرر فيه كل إخوانه وزملائه الذين تركهم ورائه في السجون، والذي يعتبر أن حريته منقوصة دون أن يتم تحريرهم.
س: فعاليات كانت في كافة محافظات الوطن، وهنا أيضاً في المحافظات الجنوبية، كما أن الرئيس عباس هاتف الأسير الذي تحرر من الأسر كريم يونس... وهناك رسالة من خلال كلمة السيد الرئيس لها دلالات بما يتعلق بملف الأسرى من قبل تعامل القيادة مع هذا الملف؟
كلمة السيد الرئيس أبي مازن خلال مكالمته للأسير القائد هي تمثل موقف الحركة، وموقف القيادة وموقف الشعب الفلسطيني، من أن هذه القضية قضية الأسرى هي قضية كل الأحرار، وهي عنوان أي سلام وأي استقرار في المنطقة.
نحن نؤمن بأنه لا طريق لاستتباب الأوضاع في المنطقة على حساب أسرانا الأبطال، هؤلاء كانوا جنودا من أجل حرية بلادهم، وان الاتفاقيات التي وقعت مع الاحتلال الإسرائيلي وقعت من هؤلاء المناضلين ومن هؤلاء الأسرى الذين رسموا بتضحياتهم وبجهدهم وبعرقهم وبتحملهم، هما الذين شقوا لنا الطريق نحو هذا الأمل.
وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك معنى لأي عملية سياسية، ولا يمكن أن يكون معنى لأي سلام، دون أن يتحقق السلام للأسرى الفلسطينيين، وهذا كان مضمون وعنوان كلمة السيد الرئيس، وهذه أيضاً حقيقة الموقف الذي تتبناه حركة فتح.
س: على قدر ما حاول هذا المحتل أن يطمس الفرحة بالأسير كريم يونس إلا أن الاحتفالات كانت في كل محافظات الوطن ابتهاجاً بنيله الحرية بعد 40 عامًا...؟
الجانب الإسرائيلي كان يعلم تماماً، أن الشعب الفلسطيني بل إن أحرار العالم كله كانوا يترقبون هذه اللحظة التي تفتح فيها أبواب السجن ليرى كريم يونس الحرية بين أهله وشعبه وذويه.
الشعب الفلسطيني الحاقد على كل أبناء شعبنا، والحاقد على مناضليه كان يحاول أن يسرق هذه اللحظات ولكن لم يستطع إلا أن يسرق زاوية من زوايا هذه الفرحة، هي لحظة الخروج من باب السجن، ولكن في هذه اللحظة كان كل شعبنا الفلسطيني في غزة وفي الضفة وفي القدس والجليل والمثلث والنقب وفي مخيمات اللجوء والشتات، كان يحتفل بهذه الحرية وفي لحظتها.
هناك شعور بالفرحة والأمل القوي وبالنصر وبالفخر بأن هؤلاء الأسرى الذين لم تستطع سنوات السجن والظلم والظلام أن تكسر إرادتهم بل يخرجون على أكتاف أبناء شعبهم، الذين يحفظون لأسراهم مكانتهم ويضعونهم في المكان الذي يستحقونه.
س: كما شاهدنا ومنذ ساعات الصباح الاحتفالات بحرية الأسير كريم يونس، السجان والمحتل هو الذي يخشى حرية الأسرى الفلسطينيين وينهزم أمام صمودهم وقرارهم بالانتصار عليه، كريم يونس بالكوفية وبالعلم الفلسطيني في هذه اللحظات؟
اليوم وغداً وعلى مدار الأيام القادمة ستبقى بلدة عارة هي محط أنظار الشعب الفلسطيني وهي قبلة كل الأحرار من أبناء شعبنا ومن أحرار العالم، وربما الآن هي مركز الاهتمام.
كريم يونس هو اليوم عنوان النضال الفلسطيني، هو عنوان نضال أسرانا البواسل في سجون الاحتلال، هو نموذج الأمل الذي يتطلع له كل أسرانا وكل ذويهم بأن الحرية قادمة لا محالة.
نعم، الاحتلال بذل جهود وسيبذل مزيدا من الجهود ليحرمنا من هذه الفرحة ولحرمان كريم من هذه الفرحة، ولكن نحن على يقين بأن شعبنا سيجد دائماً الوسائل المناسبة للتعبير عن فرحته بهذا اليوم العظيم.
كريم يونس قدم ما عليه وزيادة، نحن لا نطالب كريم إلا بأن يعيش حياته التي يستحقها ثمرة لنضاله، نحن نطالب كريم بأن يعيش مع أسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة، ونحن على يقين بأنه سيبقى عنوان ونموذج ورمز وطني كبيراً وقائداً من قادة الشعب الفلسطيني، ليس فقط لحركة فتح لكن أنا أعلم من خلال علاقاتي بكل القوى وبكل الفصائل، وبكل من عايش كريم في السجون، بأن كريم هو رمز وطني بالمعنى الشامل.
س: كريم يرسل رسائل من خلال هذه الصور التي نشاهدها من الصباح... لم يخرج وهزم مكسور ضعيف، بل خرج بوجه بشوش ينظر للدنيا وللمستقبل، يرسل برسائل الحياة والأمل للشعب الفلسطيني... عندما يدرس في السجن ويكتب الكتب يرسل برسائل بأنه أقوى من سجانه؟
لو كان الاحتلال يعلم بأنه ممكن أن يسجل لحظة انكسار على كريم لسلط عليها كل الأنظار ولسمح لكل وسائل الإعلام أن تسجل هذه اللحظة، لكنه يعلم بأنه لن يفرح بلحظة من هذا النوع.
كريم الذي عاش بكبرياء الثائر على مدار 40 عامًا في سجون الاحتلال بمرارتها وأيضاً يخرج وهو أكثر يقيناً، بحتمية انتصار القضية التي أسر من أجلها، وحتمية أن هذا الشعب العظيم الذي ينتمي له بأنه شعب لا يمكن أن يتخلى عن ثوابته، هذا الذي أعطاه الدافع والقوة.
كريم لم يكن متعلماً إنما كان متعلما ومعلما، لم يكن فقط يحافظ على نفسه وعلى معنوياته وعلي بقائه إنما حافظ على أجيال قادها في داخل المعتقلات الإسرائيلية، تحمل مسؤولية الحركة داخل السجون، وهو الذي معهم وبهم استطاع أن يعطي نموذجاً... كيف نصنع من هذه السجون التي أرادها الاحتلال لكسر معنويات شعبنا ولقتل مناضلينا، أصبحت مدارس ومعاهد تخرج أفضل الأكاديميين وتخلق جيلاً مساس ومتعلماً، هذا بفضل كريم وإخوانه داخل السجون.
س: رغم ما تعرض له كريم يونس داخل السجن من قمع إسرائيلي لم يكسر هذه الإرادة، نستذكر أنه لم يتم ادارج اسمه في صفقات التبادل، وقد أدرج اسمه في الصفقة الرابعة ولكن لم يخرجه الاحتلال وعاد لزنزانته؟
الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم دوماً بما يتم الاتفاق عليه، كريم يونس وعدد كبير من الأسرى خاصة من اعتقلوا قبل ال 93، كلهم كانوا يجب أن يخرجوا ضمن الدفعة الرابعة وفق اتفاقية الأسرى ولكن الاحتلال تنكر لهذه الاتفاقية بل أكثر من ذلك أن العديد من الأسرى الذين تم تحريرهم أعيد اعتقالهم.
نحن نعلم أن الجانب الإسرائيلي لا يحترم الاتفاقيات ولا يحترم التعاهدات مع الدول الراعية لهذا الاتفاقيات، ولكن نحن دائماً لا نراهن على التزام الجانب الإسرائيلي، نحن نراهن دائماً على أن شعبنا يدرك ويعلم ما يريد ويعرف كيف يقاوم هذا الاحتلال.
رحل حُكام ورحلت حكومات واختفت أحزاب إسرائيلية وبقي كريم يونس شامخ وهو اليوم بين أحضان شعبه يحتفل به، هذه رسالة للاحتلال ولكل العالم.
الحرية لها ثمن وثمنها مهما كان باهظا فإن نهايته الحرية كما حدث مع كريم يونس.
س: خرج كريم يونس يحمل رسالة مهمة دوماً تنادي بها القيادة الفلسطينية وحركة فتح، حملها أيضا من داخل السجون ليقول بأن الوحدة الوطنية هي أول خطوات النصر وقهر هذا المحتل؟
كريم يونس هو عضو لجنة مركزية في حركة فتح وهو جزء من قرارها وهو جزء من هذه القيادة التي آمنت وتؤمن بأن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي أقرب طريق لتحقيق مصالحنا وأهدافنا.
بالتالي حينما يتحدث فإنه يعبر عن موقف الحركة وموقف قيادتها وموقف الأخ الرئيس محمود عباس.
حديث الساعة - المناضل كريم يونس يُعانق الحُرية بعد 40 عامًا في سجون الاحتلالحديث الساعة - المناضل كريم يونس يُعانق الحُرية بعد 40 عامًا في سجون الاحتلال
Posted by تلفزيون فلسطين Palestine TV on Thursday, January 5, 2023