البوابة 24

البوابة 24

بعد التخلي عن سياسة «صفر كوفيد».. هل يتعمد بعض الشباب في الصين التعرض للإصابة بكورونا؟

فيروس كورونا في الصين
فيروس كورونا في الصين

تستمر أعداد الإصابات بفيروس "كوفيد 19" المعروف باسم كورونا في الارتفاع في الصين بشكل كبير، بعد إعلان التخلي عن سياسة "صفر كوفيد" التي دامت لثلاث سنوات، فهل الشباب في الصين يعرّضون أنفسهم طواعية للعدوى؟

عندما أصيب عجوز صيني، يبلغ 85 عاما، بكورونا في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان من المستحيل تأمين سيارة إسعاف أو زيارة طبيب، وعندما ذهب ولده "تشين" إلى مستشفى تشاويانغ في بكين، طلبوا منه البحث عن مستشفى آخر، أو الجلوس في الدهليز بالمحاليل الوريدية معلّقة لوالده.

وأكد "تشين" على عدم وجود أي سرير، ولا جهاز تنفس صناعي، ولا أي معدّات طبية في المستشفى، لكنه نجح في تأمين سرير بمستشفى آخر، وذلك بعد العديد من الاتصالات خاصة بعدد من الأشخاص على صلة بوالده المريض الذي كان يعاني التهابا حادا في الرئة.

مخاوف بعد تخفيف التدابير 

images (7).jpeg
والآن تم شفاء والد تشين، لكن الابن عبر عن خوفه من تعرضه للإصابة بالعدوى مرة أخرى في المستقبل والتي قد تتسبب في وفاة والده، مشددًا على أن 3 سنوات من الإجراءات الوقاية للتصدي لوباء كورونا قد ضاعت هباء، وذلك بسبب تسرع السلطات في تخفيف تلك الإجراءات، دون تحضير جيد لذلك، مما تسبب في إصابة العديد من الأشخاص بالعدوى، قائلًا: "العدوى ستتفشّى مجددا، وحينذاك سيكون على كبار السن أن يواجهوا مصيرهم".

استراتيجية صفر كوفيد

وقد أعلنت الصين، يوم الأحد الماضي، التخلي عن استراتيجية "صفر كوفيد"، علاوة على أن البلاد قد فتحت حدودها للرحلات الدولية.

شباب يعرضون أنفسهم للعدوى

images (8).jpeg

وبانتهاء إجراءات الفحص الجماعي والحجْر والإغلاقات، أعلنت العديد من العائلات صينية مثل عائلة تشين مما ينتظرهم في المستقبل، ولكن على الجانب الآخر أعلن شبابا صينيين أصغر سِنا، لم يرغبوا في الإفصاح عن أسمائهم، يشعرون بخلاف ما يشعر به تشين وأقرانه من الكبار، حيث يعرض بعض هؤلاء الشباب أنفسهم طواعية للعدوى.

 ومن بين هؤلاء الشباب، شاب صيني يعمل في مجال التكنولوجيا، يعيش في شنغهاي يبلغ من العمر 27 عاما، أكد إنه عرّض نفسه طواعية للفيروس، قائلا: "لأنني لا أرغب في تغيير خطتي لقضاء العطلة. وحتى يتسنى لي الاطمئنان بأنني لن أصاب مجددا بالعدوى في أثناء العطلة".

ومن جهتها، أشارت امرأة من شنغهاي أيضا، تبلغ من العمر 26 عاما إنها تعمدت زيارة صديقتها المصابة بكورونا حتى تلتقط منها العدوى، ولكنها اعترفت بأن شفاها لم يكن سهلا، قائلة: "ظننت أن الأمر سيكون مثل الإصابة بنوبة برْد، لكنه كان أكثر إيلاما".

وفي السياق ذاته، أعربت امرأة في الـ 29 من عمرها وتعمل في شركة حكومية مقرّها في جياشينغ بمقاطعة جيجيانغ شمالي البلاد، عن فرحتها الشديدة عند سماع أخبار إعادة فتح الحدود، حيث تتشوق للسفر إلى العديد من الأماكن الأخرى من الصين لحضور عدد من الحفلات الموسيقية كما كانت تفعل قبل انتشار الوباء، قائلة: "فقط أريد أن تعود الحياة إلى طبيعتها. لكنني في الوقت نفسه أخشى على كبار السن".

انطلق العديد من الأشخاص، في المدن الكبرى، للتجول بمراكز التسوق والمطاعم والمتنزهات، بل وشوهدت طوابير للحصول على تأشيرات سفر وتصاريح سياحية.

الحياة تعود إلى طبيعتها

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية عنوانا يقول "الحياة تعود إلى طبيعتها"، وذلك بعد إجرائها حوارات صحفية مع عدد من المواطنين الصينيين، لكنْ مع عودة الحياة إلى طبيعتها، فإن هذا الخبر قد يكون مقلقًا للكثيرين، ومن هؤلاء زوج السيدة ليو، والذي لم يتلقى أي لقاح بسبب إصابته بمرض السكري في مرحلة متأخرة.

والجدير بالذكر، انه بعيدًا عن سكان المدن الكبرى، يصعب الوقوف على ردّ فعل الأشخاص في الريف الصيني، بعد تغيير الحكومة موقفها هكذا بشكل كامل من الوباء الذي ظلت على مدى ثلاث سنوات تصفه عبر وسائل الإعلام الحكومية بأنه تهديد خطير للمجتمع الصيني.

بي بي سي