ظهر خلال السنوات القليلة الماضية طقس غير مألوف في المجتمع العربي، والذي يرتبط بتشييع الجنازات، ألا وهو تشغيل الموسيقى وحمل النعش والرقص به، وهو ما ظهر في تشييع جثمان وديع نجل الفنان جورج وسوف، وقبلها في جنازة الفنانة اللبنانية صباح التي توفيت عام 2014.
وبعد مرور عامين على جنازة الفنانة صباح، قام أقارب وأصدقاء ملحم بركات بالرقص والغناء في جنازته على نغمات أغنيته “حبيبي أنت”، كما استعانوا بمجموعة من العازفين والمطربين، وتم دفنه ببدلة بيضاء بناءً على وصيته.
وفي جنازة نجل الفنان السوري جورج وسوف، تم تداول مقطع فيديو يظهر لحظة تشييع جثمانه على أنغام أغنية والده “يوم الوداع“، وامتزجت الجنازة بحالة من البكاء في كنيسة “مار نقولا” الأشرفية في لبنان، والزغاريد ورقص مجموعة من المشيعين في وداعه.
رقص و اغاني في جنازة وديع ابن جورج وسوف pic.twitter.com/TwjtSzSUeT
— HOSAMABBAS (@HOSAMAB82577101) January 8, 2023
جنازة راقصة
ولم تتوقف مظاهر الرقص والعزف على جنازات الفنانين فقط، بل امتدت إلى ذويهم، وهو ما حدث في جنازة “نيقولا كرم” شقيق الفنانة نجوى كرم، والذى رجل عن عالمنا بعد ملحم بركات بعدة أشهر إثر أزمة قلبية، وتم تشييع جثمانه بحمل النعش والرقص به على نغمات الأغاني، وأطلق المشيعون الشماريخ والألعاب النارية.
شهدت أيضاً إحدى المدن اللبنانية، مراسم جنازة راقصة على أنغام الطبل والآلات الموسيقيةء والتي تحولت فينا بعد إلى زفة، حيث قام البعض بالالتفاف حول المشيعين الراقصين على أنغام الآلات، وهو ما أثار استغراب الكثيرين.
عادة انتشرت في لبنان
وبينما يستنكر عدد كبير من المسلمين هذه الظاهرة لكونها تسيء لحرمة الموت والمتوفّي، إلا أنها باتت من الظواهر البارزة عند بعض المسيحيين في لبنان، وهناك الكثير من الجنازات المسيحيين التي شهدت رقص المشيعين بنعش المتوفّى.
وتنتشر هذه العادة في لبنان، وخاصة عند المكوّن المسيحي، حيث يعتقدون أن المتوفّى ذاهب إلى الجنة، ويودعونه بشكل يليق به، حسب تعبيرهم.
وقال الشاعر مينا مجدي، أن ما حدث في جنازة الراحل وديع، ابن الفنان الكبير جورج وسوف، ربما يكون طقساً في لبنان، يخصّ الطوائف هناك، إلا أنه لا علاقة له بالطقوس الدينية.
وتابع مينا: “طابع المجتمع في لبنان المتعدد الطوائف، له خصوصيته وتنوعه، ولهذا يثار الجدل حول ما يحدث في مراسم تشييع الجنازات من إطلاق الرصاص، إلى الرقص والغناء، وهو ما حدث في جنازة الفنانة الراحلة صباح وغيرها”.
تعليق رولا سعد
وكانت الفنانة اللبنانية رولا سعد، قد قالت في وقت سابق، عبر برنامج “واحد من الناس”، الذي يقدّمه الإعلامي “عمرو الليثي” على فضائية الحياة، إن تنظيم الجنازة على هيئة عرس أمر طبيعي ضمن العادات اللبنانية، لأنهم يرون أن الموت حق، والتواجد في الدنيا مجرد زيارة.
وأضافت: “أما الحياة فهي في الدنيا الثانية، واللبنانين يعتبرون أن الحياة فوق وليس على الأرض والإنسان في تجربة وينتقل إلى الحياة الثانية”.
الرقص بالنعش في غانا
ولم يقتصر هذا الطقس على لبنان فقط، حيث انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات مقطع فيديو غريب لموكب جنازة في غانا، قام فيه حاملو النعش بالرقص في أثناء مراسم التشييع.
ويظهر أربعة رجال في الفيديو وهم يرتدون بدلات داكنة، ويعلّقون شارات الحداد، ويخرجون من خيمة حاملين نعشاً مهيباً على أكتافهم.
وقام الرجال الأربعة بالرقص على إيقاع الموسيقى، وهم يحملون النعش، ثم توقفوا وحاولوا الاستدارة بالتعش.
وفشل الاستعراض الراقص بالنعش لحظة الاستدارة به، وسقط على الأرض وتدحرج الجثمان بعد أن فتح الغطاء، وهو ما أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالرغم من مهابة الموقف.