البوابة 24

البوابة 24

" العفو الدولية" تُصدر بياناً خطيراً حول وسام وفاطمة الطويل.. وتفتح النار على "السلطات في قطاع غزة"

وسام وفاطمة عماد الطويل
وسام وفاطمة عماد الطويل

يبدو أن قصة الفتاتين وسام وفاطمة الطويل وصلت إلى فصلها الأخير بإعادتهما إلى منزل والدهما عماد الطويل أخيراً، بعد أن هربتا من المنزل أربع مرات متتالية، متهمتان والدها بتعنيفهما وحبسهما وحثهما على الانتحار، بينما يُصر الأخير على نفي تلك الادعاءات واتهام جهات خارجية في محاولة اختطاف بناته.

منظمة دولية تخرج عن صمتها

أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها العميق حيال سلامة الشابتين وسام الطويل (24 عامًا)، وشقيقتها فاطمة (20 عامًا)، بعد أن أجبرتهما الأجهزة الأمنية في قطاع غزة منذ 6 كانون ثان/ يناير، على العودة إلى عهدة والدهما الذي كان يسيء معاملتهما.

اتّهامات للأجهزة الأمنية في قطاع غزة بإعادة الشقيقتين وسام وفاطمة الطويل إلى والدهما، رغم إساءته معاملتهما

وقالت منظمة العفو الدولية في بيانها، الذي نقله "الترا فلسطين": تعرضت وسام وفاطمة لأشكال متعددة من العنف على يد والدهما، بما في ذلك الضرب والتهديدات بالقتل و"الاستجوابات"، والحبس لمرتين (استمرّت الأولى 35 يومًا) داخل غرفة في الطابق السادس من مبنى سكني تملكه العائلة في رفح جنوب قطاع غزة. 

وبحسب البيان، كانت وسام وفاطمة مختبئتين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد محاولتين فاشلتين سابقتين للهروب من والدهما. وقبل منتصف ليل 5 يناير/كانون الثاني 2023 بقليل، ألقت أجهزة الأمن القبض عليهما، دون أمر قضائي أو أي توضيح، وسلمتهما إلى عمّهما، الذي اقتادهما إلى منزل والدهما في رفح. وفي الساعة 12:45 من صباح 6 يناير/كانون الثاني، بعثت إحدى الأختين برسالة إلى منظمة العفو الدولية جاء فيها: "إحنا في بيت الوالد. كمان شوي ح يودّينا ع السادس. احنا انتهينا". ولم يُسمع عنهما أي شيء منذ ذلك الحين.

وطالبت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، بإثبات أنَّ وسام وفاطمة الطويل على قيد الحياة وأنهما في أمان، وقالت إن "السلطات في قطاع غزة ملزمة بموجب القانونين الفلسطيني والدولي بتوفير الحماية والدعم لأي شخص معرض لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي. ومع ذلك، اختارت السلطات عوضًا عن ذلك الوقوف إلى جانب المعتدي على الشقيقتين، وتعريضهما لمزيد من العنف".

هبة مرايف: "السلطات في قطاع غزة ملزمة بموجب القانونين الفلسطيني والدولي بتوفير الحماية والدعم لأي شخص معرض لخطر العنف القائم على النوع الاجتماعي"

 

وقالت منظمة العفو الدولية إنها اطلعت على الأدلة التي قدمتها الشقيقتان وأشخاص مقربون من أسرتهما، وخَلُصت إلى أن إعادتهما إلى والدهما من شأنها تعرض حياتهما لخطر وشيك. معربة عن القلق للغاية على حياتهما وسلامتهما. 

من هو عماد الطويل وبناته وسام وفاطمة

وأشار البيان إلى أنّ وسام وفاطمة الطويل نفّذتا عدة محاولات للفرار من عنف والدهما، ففي أغسطس/آب 2022، حُبستا في الغرفة في الطابق السادس حيث قضتا سابقًا أكثر من شهر. وتمكنتا من الفرار بالقفز من نافذة، ولجأتا إلى مأوى خاص مخصّص للنساء. ولكن بعد ثلاثة أيام فقط، تعرضت الشقيقتان لضغوط لمغادرة المأوى من قبل عمهما، الذي وعدهما بالأمان، ولكنه أعادهما عوضًا عن ذلك إلى منزل والدهما. 

وفي 9 سبتمبر/أيلول، تمكنت الشقيقتان من الفرار مجدّدًا، وهذه المرة لجأتا إلى ملجأ للنساء تديره الحكومة. وأقامتا هناك حتى 12 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما أجبرتهما الشرطة على المغادرة ضد إرادتهما وأرسلتهما إلى منزل أحد الأقارب. وخشية إعادتهما إلى والدهما، لاذت الشقيقتان بالفرار واختبأتا.

وأضافت أن وسام وفاطمة كانت قد أبلغتا منظمة العفو الدولية أنَّ والدهما كان يحمل مسدسًا بينما كان يخضعهما لـ "استجوابات" تستغرق ساعات حول سلوكهما في غيابه. وقالت الشقيقتان إنهما لا تثقان في الشرطة أو غيرها من السلطات الرسمية لحمايتهما. في سبتمبر/أيلول 2022، منعتهن مديرة ملجأ النساء الذي تديره الحكومة في غزة من المغادرة للذهاب إلى مكتب النائب العام، حيث كانتا تأملان في اتخاذ إجراءات قانونية ضد والدهما.

طالبت منظمة العفو الدولية وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الداخلية في غزة بتوفير حماية غير مشروطة لوسام وفاطمة الطويل من كافة أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الأسري

من هم بنات عماد العاصي الطويل

في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بينما كانت الشقيقتان مختبئتين، كتبت منظمة العفو الدولية إلى وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الداخلية في غزة للمطالبة بتوفير حماية غير مشروطة لوسام وفاطمة الطويل من كافة أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك العنف الأسري، فضلًا عن ضمانات بأن السلطات لن تمارس أي ضغوط عليهما للعودة إلى منزل والدهما ضد إرادتهما. كما طالبت منظمة العفو الدولية باحترام وحماية حرية الشقيقتين في التنقّل.

وخلال الأشهر الماضية تحدثت وسام وفاطمة علنًا ضد العنف الذي تعرضتا له، ونشرتا على وسائل التواصل الاجتماعي تفاصيل عن محنتهما، كما رفضتا التزام الصمت حتى عندما نشر والدهما تهديدات ضدهما على صفحته على فيسبوك. وقالت الشقيقتان إنهما لا ترفعان صوتهما لقضيتهما الفردية فحسب، بل من أجل جميع النساء اللواتي يواجهن العنف القائم على النوع الاجتماعي.

 

 

البوابة 24