تعتبر مكافحة الشيخوخة من الأمور التي يهتم بها الكثير من العلماء والأطباء حول العالم، لما تحمله من تأثير مباشر على جودة حياة كبار السن، وتقليل معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة بتقدم العمر، وقد تحول هذا الاهتمام إلى قطاع عالمي ضخم بمليارات الدولارات يستند إلى أحدث ما توصل إليه العلم، وإلى تغييرات نمط الحياة والمنتجات التي تدعي إبطاء الشيخوخة وإطالة العمر.
مكافحة الشيخوخة
ووفقًا لما ذكره تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" Science Alert، فإن هناك خمس عادات أساسية وسهلة يمكن لأي شخص الالتزام بها، تساهم بشكل فعال في مكافحة الشيخوخة وتحقيق حياة أطول وأكثر صحة.
أشار "التقرير"، إلى وجود فرق بين "العمر الزمني" و"العمر البيولوجي"، فالأخير يظهر مدى كفاءة أعضاء الجسم داخلياً من خلال مراقبة مؤشرات الشيخوخة في الخلايا والدم والحمض النووي.
كما تؤكد الأبحاث أن العمر البيولوجي هو العامل الأهم في تحديد طول العمر، فعلى سبيل المثال، إذا كان عمر شخصين 60 عاماً، فإن من يملك عمراً بيولوجياً أقل هو الأوفر حظاً في العيش لأطول فترة ممكنة.
1. النشاط البدني
يعتبر ممارسة الرياضة بشكل منتظم طوال الحياة من الأشياء الضرورية التي تساهم في تقليل مخاطر الوفاة من مختلف الأسباب، مما يمنح الإنسان عمراً أطول بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، كشفت إحدى الدراسات أن أشخاصاً قليلي الحركة تمكنوا من خفض أعمارهم البيولوجية بنحو عامين بعد اتباع برنامج رياضي لمدة ثمانية أسابيع، يعتمد على 60 دقيقة من التمارين ثلاث مرات أسبوعياً.
كما أظهرت الدراسات أن الجمع بين تمارين القوة والتحمل لمدة ثلاث إلى أربع مرات أسبوعياً، وبجلسات لا تتجاوز 23 دقيقة، يقلل بشكل ملحوظ من علامات الشيخوخة.
2. نظام غذائي متوازن
وفي السياق ذاته، أشار "الموقع"، إلى أن النظام الغذائي الصحي يلعب دوراً مباشراً في خفض العمر البيولوجي، خاصة لدى المصابين بالأمراض المزمنة أو السمنة.
وكشفت دراسة شملت 2700 امرأة أن اتباع نظام غذائي صحي لمدة 6 إلى 12 شهراً أسهم بشكل كبير في الحفاظ على شبابهن وإبطاء الشيخوخة بمعدل 2.4 سنة.
ويتضمن النظام المثالي تناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات والأسماك والبروتينات قليلة الدهون، مع تقليل اللحوم الحمراء والدهون المشبعة والسكريات والصوديوم.
كما يوفر هذا النظام مضادات أكسدة ومركبات مضادة للالتهابات تساعد الخلايا على إصلاح التلف وتقليل الضغط على الحمض النووي.
3. نوم جيد.. سر الإصلاح الداخلي
وتجدر الإشارة إلى أن النوم يعتبر من أبرز عوامل الشيخوخة الصحية، إذ يؤثر تقريباً على جميع أجهزة الجسم.
كما يساهم النوم الجيد في منح الجسم فرصة لإصلاح الحمض النووي، واستعادة التوازن الهرموني، وتقليل الالتهابات، والتخلص من الفضلات الخلوية، مما يدعم المناعة والدماغ والتمثيل الغذائي ويحافظ على شباب الجسم.
4. الابتعاد عن العادات المدمرة
وشدد "التقرير"، على ضرورة تجنب التدخين التقليدي والإلكتروني وشرب الكحول، كونها من أقوى مسببات الشيخوخة السريعة.
وبينت دراسات أن التدخين يسرع شيخوخة الرئتين بما يصل إلى 4.3 سنوات، كما يزيد شيخوخة خلايا مجرى الهواء بنحو خمس سنوات.
5. السيطرة على التوتر
ويعتبر التحكم في التوتر هو حجر الأساس في مكافحة الشيخوخة، حيث تكشف الأبحاث أن القدرة على تنظيم المشاعر والتحكم في التوتر تعد مؤشراً قوياً على بطء تقدم العمر البيولوجي.
فيما أشارت دراسة أخرى إلى أن العمل أكثر من 40 ساعة أسبوعياً يرفع العمر البيولوجي بنحو عامين، نتيجة تأثير التوتر على الهرمونات والحمض النووي والمناعة.
كما يمكن أن يؤدي التوتر إلى تسريع الشيخوخة بشكل مباشر، أو عبر تأثيراته غير المباشرة على النوم والنظام الغذائي والتدخين.
