شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن خيرًا من ألف شهر، فهو ضيف عزيز وغالي علي قلوب المسلمين في الوطن العربي، وتشتهر كل دولة بالعديد من العادات والتقاليد، الخاصة باستقبال شهر رمضان المبارك ، حيث تتبع كل دولة طقوسها الخاصة لاستقبال أيام وليالي هذا الشهر الكريم.
ويتميز الشعب الكويتي،بمجموعة من الطقوس والعادات الراسخة منذ قديم الأزل والتي يتوارثها الأجيال جيل بعد الآخر لاستقبال شهر رمضان المبارك، فقبل بداية الشهر الكريم تذهب السيدات إلى الأسواق لاقتناء الأواني المنزلية الفاخرة والمتنوعة للتباهي بها في "العزايم" واللقاءات المنزلية و"الغبقات" الرمضانية.
الأجواء الرمضانية في الكويت
ومع ثبوت رؤية الهلال في الكويت ، تظهر الأجواء الرمضانيّة، مظاهر استقبال الشهر المعظم في الكويت هي حمل الفوانيس والموائد التي تنتشر في للعديد من المساجد، وكذلك اجتماع الأقارب والأسرة معا علي طاولة واحدة.
ومن مظاهر قدوم شهر رمضان في الكويت أيضًا، اكتظاظ المساجد بالمصلين لا سيما في صلاة التراويح، فضلًا عن رمضان التي تمتلئ بها الشوارع.
طقوس شهر رمضان 2023 في الكويت
وبحسب عادات الكويت، يجتمع العديد من الكويتيين بعد يوم الصيام، بكثافة عند مدفع الإفطار الذي يتواجد بالقرب من سوق المباركية التراثي في عاصمة الكويت، وهو من الوجهات كبيرة في الشهر المبارك، وعقب إطلاق المدفع والأذان بالإفطار يفطر الكويتيون ويبدأون بالتمر مع اللبن، كما يحرص البعض على تناول التمر الذي سبق عجنه مع السمن و"الهردة".
عادات شهر رمضان 2023 في الكويت
وتختلف طقوس رمضان في الكويت عن أي دولة، حيث يعتبرون هذا الشهر فرصة لإحياء تراثهم من خلال العديد من العادات والتقاليد الأصيلة واستعادة القيم التي تقوي الترابط بين أفراد المجتمع.
يتجمع الكويتيين، يحتشدوا في الديوانيات والتي تقام فيها موائد الإفطار الجماعي، وتقام فيها ليالي السمر وتدور النقاشات بشأن القضايا التي تتعلق بحياتهم اليومية، علاوة على قيامهم ببعض المسابقات الخفيفة والتي تضفي على الأجواء متعة ومرحًا.
«القرقيعان» حلوى الأطفال في شهر رمضان
بالإضافة إلى ذلك تقام موائد الرحمن في العديد من المساجد للفقراء والمحتاجين، والتي تتواجد بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد خلال منتصف الشهر، يتم الاحتفال بأيام «القرقيعان»، وهي مزيج من المكسرّات والحلاوة والشوكولاته وهي حلوى توزع على الأطفال الذين يدقّون أبواب الأهل والأقارب والجيران عقب الإفطار ووقت السحور، فيوزع أصحاب المنازل «القرقيعان» على الاطفال الذين يضعونها في الأكياس التي يحملونها ليجمعوا أكبر مقدار من الحلوى.
ويحرص الصغار خلال أيام «القرقيعان» على ارتداء الملابس الكويتية التقليدية، وترديد الأغاني الوطنية وبعض الأناشيد، وتعتبر ليلة القدر ذات مكانة خاصة لدى الكويتيين، لذلك ينتظرها الآلاف من الكويتيين ليتجمعوا في المساجد داعين الله أن يفرج الكروب ويمنع الشرور عن بلادهم.
«الغبقة الرمضانية» ابرز مظاهر الاحتفال في الكويت
ومن أبرز العادات الرمضانية في الكويت، يجتمع الناس بكثافة كل يوم عند غروب الشمس بانطلاق مدفع الإفطار منذ العصر، وعندما ينطلق يهلّلون.
والجدير بالذكر أن «الغبقة الرمضانية» تعتبر من العادات العريقة والتراثية للاحتفال بالشهر المبارك في الكويت، كما أنها متوارثة عبر الأجيال، ويهتم بها الكثير من الكويتيين، لا سيما وأنها تساهم في تعزيز أواصر الترابط بين أبناء المجتمع، وهي عبارة عن تجمعات تتم بعد صلاة التراويح في الفنادق والصالات، ويحرص العديد من الكويتيين على حضور، حيث تدور بينهم الأحاديث على أنواعها، إلى ساعات متقدمة من الليل، ويتم توزيع أطباق خاصة تعرف بـ«الغبقة».
