بلينكين رايح وبلينكين جاي، التاريخ يعيد نفسه

 بقلم إحسان بدرة

زيارة بلينكين إلى فلسطين تعيد الذاكرة للخلف وفق العبارة التي تقول التاريخ يعيد نفسه وتلك الزيارة تذكرنا بزيارة هنري كسينجر الوزير الأمريكي زمن الجولات المكوكية والتي أراد من خلالها في ذلك الوقت احتكار العملية السياسية بالمنطقة العربية مع عدم الوصول إلى حلول إلا بما يخدم دول الكيان الصهيوني والتوسع الاستيطاني الاستعماري الاحتلالي.

ووفقا لمقولة التاريخ يعيد نفسه في المنطقة العربية وخاصة فلسطين ولكن بقالب جديد ولوضعها امام المسوؤليات بحكم وضعها الحالي بالنظام الدولي تتم مطالبة الولايات المتحدة التي تَمَيزَ تاريخها السياسي بالتوحش ومناهضة حقوق الشعوب ، بممارسة الضغط على حكومة الأحتلال الأستعماري لوقف سياستها وأجراءاتها وتصعيدها بحق شعبنا .

ولقد جاء الرد الإسرائيلي سريعا بالقيام بمزيد من التصعيد من قتل وتدمير البيوت والترحيل وحصار المدن كحصار مدينة أريحا وشن الغارات الجوية على غزة وسرقة أموال الأسرى والاعتداء المستمر على المقدسات في القدس والأقصى والخليل والمسجد الإبراهيمي والاعتداء على الكنائس المسيحية وسرق آثارها.

كل هذه التصرفات تأتي وفق ثوابت ومحددات العلاقة الاستراتيجية القوية المعروفة سلفا ببن الولايات المتحدة الأمريكية و دولة الاحتلال منذ أن تم أنشائها بجرتئم القتل والنطهير العرقي والذي ليس له من هدف سواء حماية إسرائيلية تحت أي ظرف وتحت أي شكل من تركيبة حكوماتها بتوجيهات دبلوماسية ناعمة وبمقابلة إلقاء اللوم علينا نحن الفلسطينيين الذين نعاني الاضطهاد والقهر ان ثوابت ومحددات العلاقة الإستراتيجية المعروفة سلفاً بين الولايات المتحدة ودولة الأحتلال منذ ان تم انشائها بجرائم التطهير العرقي ، تهدف الى حماية إسرائيل تحت اي ظرف وتحت اي شكل من تركيب حكوماتها بتوجيهات دبلوماسية ناعمة وبكامل الدعم المتعدد الاشكال ، بمقابل القاء اللوم علينا نحن الذين نعاني الأضطهاد والقهر من خلال اتهامات لنا باتخاذ اجراءات احادية الجانب وممارسة الإرهاب ، كما والتلويح أمامنا دائما بتهديدات في ظل سراب الوعود التي تهدف الى اسقاط حقنا القانوني حتى بالتوجه إلى المحافل الدولية كابسط الأشكال من حقوقنا وفق القانون الدولي .

ولا يقتصر الأمر على هذا للادارة الأمريكية ونصرها لإسرائيل ظالمة فهى تعمل على استبدال الحلول السياسية والتي يجب أن تنتهى بانهاء الاحتلال بمبادرا ت وخطط اقتصادية وأمنية لن تؤدي الا إلى استمرار إدارة الصراع وادخالنا في متاهات تهدف إلى استدامة الاحتلال كأمر واقع. فالولايات المتحدة الأمريكية إنما تسعى من كل هذه السياسة لتعزيز اتفاقيات ابراهام للتطبيع بمضمون صفة القرن لتمكن دولة الكيانو الإسرائيلي بالمنطقة لخدمة الاستراتيجيات الأمريكيةو أمام الظروف الدولية وعلى مستوين المدي القصير والمتوسط تركز الولايات المتحدة الأمريكية على حربها بالوكالة ضد روسيا في أوكرونيا أما على المدى البعيد فهى تركز على الاستراتيجية الكبرى للدولة العميقة في ادارة التحالفات والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية مع الصين للحفاظ على احادية هيمنتها المتهاوية الآن ومحاولة استعادة مكانتها في امريكيا اللاتينية من خلال العودة الى سياسة الانقلابات هنالك .

والأحداث التي تجري في منطقنا العربية فهى ليس من أولوياتها و فهى في الأساس تسعى على بقاء الوضعةالراهن ةعلى ما هو عليه وفق مبدأ إدارة الصراع وليس ايجاد حل جزري للقضية الفلسطينية وتطبيق القرارات الدولية وحل الدولتين والحديثوعن ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي بالقدس مجرد حديث إعلامي ودعاية ودعاية سياسية حيث ان اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل قد أنهى ذلك الوضع أصلا وفق أولويات مصالحها اعتمادا على الدور الإسرائيلي الذي تتنامى فيه العنصرية الدينية الفاشية والجرائم التي تهدف الى انهاء الحقوق الوطنية السياسية لشعبنا من اجل تمرير مشروع الحركة الصهيونية العالمية التي يفتخر بايدن بالانتماء لها . كل ذلك لايجاد شبه حلول منقوصة ومع بدائل مشبوهة كبرنامج إقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على كافة الأراضي المحتلة بما فيها القدس كعاصمة ، وهذا البرنامج الذي انهكه التمدد الأستيطاني اصلاً بحيث أصبح شبه مستحيلاً ، وتُسقِط حقوق عودة اللاجئين وثوابت وتراث منظمة التحرير الكفاحي .

وهذه الحلول والبدائل والأدوات الأمريكية يعيد بذاكرتنا مشاريع روابط القرى التي اسقطها شعبنا والبرامج التي استخدمتها الولايات المتحدة بعديد من الدول في مواجهة حركات تحرر شعوبها الوطنية ولم تصمد فتلك بدائل وادوات تتفق والرؤية الامريكية وتعتمد على تمزق النظام العربي والأزمة الأوروبية وازدواجية معاييرها ، وتُسهل لها ذلك لتنفيذ تلك السياسات التي تستهدف حقنا الأساسي بتقرير المصير والأستقلال الوطني .

ولمواجهة تلك السياسة وهذا النهج الأمريكي والصهيوني للوصول للحقوقنا فهذا يلزمه ظروف موضوعية جديدة يساهم في ايجادها نظام دولي متعدد الأقطاب وتنامي المعارضة بالمجتمع الإسرائيلي لتشمل ايضا معارضة الأحتلال ، وظروف ذاتية فعلينا ترتيب بيتنا الداخلي في مواجهة الأحتلال الأستعماري تبدأ بتنفيذ قرارات اجتماعات القيادة الفلسطينية الأخيرة يتبعها تنفيذ رؤية متكاملة من خلال برامج سياسية كفاحية واضحة على كافة المستويات الشعبية والرسمية تعتمد على روايتنا التاريخية وحقوقنا الغير قابلة للتصرف .

لابد لنا من توحيد الصف الفلسطيني بالوحدة وتعزيز المقاومة بكافة أشكالها وأنواعها وأساليبها وفق خطة فلسطينية وطنية وفق المعطيات السياسية والاقتصادية والانسانية مع التركيز على معطيات الواقع ومع الحفاظ على كافة الانجازات الوطنية والمكاسب الدولية وفقا اتباع اسلوب التقديم والتأخير في نوع وأسلوب المقاومة والتركيز على المقاومة الشعبية في كل الأوقات ومع عدم إسقاط أي نوع واسلوب من أساليب المقاومة والتي هى حق شرعي لمقاومة المحتل.

البوابة 24