دعت فالينتينا ماتفيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، إلى طرح موضوع "أنبوب اختبار باول" الذي تسبب في غزو العراق، في الأمم المتحدة من جديد، قائلة إن هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم.
كارثة فظيعة
وقالت ماتفيينكو، عبر حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تلغرام": "أرى أنه من الصحيح أن يتم طرح الموضوع حول الكذب الشنيع الذي تسبب في كارثة فظيعة، بشكل صريح في الأمم المتحدة في القريب العاجل حيث أن تطور هذه الأحداث بدأ منذ 20 عاما".
وتابعت: "هذه الجريمة لا تسقط بالتقادم. ويجب أن تبقى حاضرة في ذاكرة البشرية. وعلينا أن نعمل ما بوسعنا حتى نمنع محو الحقيقة عن تلك الأحداث والمسؤولين عن تلك المأساة... وحتى لا نسمح للذين اتخذوا هذه القرارات ووضعوا الخطط، بالهروب من محكمة التاريخ. وأسماؤهم معروفة...".
أزمة إنسانية
وأوضحت أن الغارات الجوية على العراق يمكن مقارنة عواقبها مع الهجوم النووي على هيروشيما وناغاساكي.
وأضافت أن "الكذب المتعمد تسبب في تدمير دولة مستقلة وآثارها التاريخية القديمة" وأدى إلى اندلاع أصعب أزمة إنسانية بالمنطقة.
وأكدت: "أرى أنه لدى العديد من بلدان العالم أسس لتذكير العالم كله ومنظمة الأمم المتحدة نفسها بما قد يحدث عندما يعلن أحد عن حقوقه الحصرية وينشيء نظاماً أحادي القطب ويتدخل بكل وقاحة في شؤون الدول الأخرى ويثق بإفلاته من العقاب".
إمبراطورية الأكاذيب
ومن جهته، وصف فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما الروسي، الولايات المتحدة التمرغ بـ "إمبراطورية الأكاذيب"، وطالب بالتحقيق في جرائمها.
وقال عبر حسابه الخاص على "تلغرام": "تقوم سياسة الولايات المتحدة والغرب الجماعي على الأكاذيب. ووقع الأمر نفسه مع "عدم توسع" الناتو شرقا. وظهر فيما بعد أن اتفاقيات مينسك كانت خدعة أيضا ودور باول في ذلك لعبه ميركل وهولاند".
وتابع: "على الأمم المتحدة أن تحقق في جرائم واشنطن ضد البشرية. وتعاقب السياسيين الذين اتخذوا القرارات والمسؤولون عن ملايين الضحايا واللاجئين والمصائر المحطمة والدول المدمرة".
إنتاج الأسلحة البيولوجية
يشار إلى أن وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، كان قد أعلن في 5 فبراير 2003 في جلسة مجلس الأمن الدولي، عن حصوله على معلومات تفيد بامتلاك الزعيم العراقي صدام حسين تكنولوجيا إنتاج الأسلحة البيولوجية وأظهر أنبوب اختبار بمسحوق أبيض.
وتوصل عدد كبير من المشاركين في الجلسة إلى استنتاج أن هذا المسحوق يعد نموذج لأسلحة الدمار الشامل المصنوعة في العراق.
وفي 20 مارس 2003، قررت الولايات المتحدة بدء عملية عسكرية خاصة في العراق دون الحصول على موافقة من الأمم المتحدة.
واتضح بعد ذلك أن دائرة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قامت بتضليل السلطات الأمريكية، ولم يتم العثور على أي أسلحة بيولوجية في العراق، وصرح باول آنذاك بأنه أظهر أنبوب اختبار مزيفاً لإقناع العالم بصحته.