أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، مساء الأربعاء، عن قلق بلاده من تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية، محذرًا من أن استمرار موجة العنف قد يُقوّض الجهود الجارية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال روبيو، في تصريحات عقب اجتماعه مع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، إن الولايات المتحدة "تتابع التطورات الميدانية بقلق بالغ"، مضيفًا: "نأمل ألا تؤثر التوترات في الضفة على مسار التهدئة في غزة... وسنعمل بكل ما أوتينا من أدوات دبلوماسية لمنع انزلاق الأوضاع نحو الفوضى".
وينظر إلى تصريحات روبيو على أنها أقوى تحذير أميركي حتى الآن من خطر انتقال الصراع من غزة إلى الضفة، في وقت تزداد فيه الهجمات التي ينفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
خطة إدارة غزة
أكد الوزير الأميركي أن بلاده لا تسعى لإدارة قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار، موضحًا أن الاتفاق الجاري العمل عليه "يقوم على تسليم إدارة القطاع إلى جهة فلسطينية مدنية مستقلة".
وأشار إلى أن العملية ستمرّ بفترة انتقالية حرجة تتطلب "تأهيل مؤسسات محلية وضمان أمن شامل"، موضحًا أن الهدف هو "تهيئة بيئة مستقرة تسمح بإعادة الإعمار وعودة الحياة تدريجيًا".
وقال روبيو إن بلاده تعمل مع شركاء إقليميين لضمان أن تكون السلطة الجديدة في غزة قادرة على الحكم بعيدًا عن نفوذ حماس.
تقدم في مجلس الأمن
كشف وزير الخارجية الأميركي أن مجلس الأمن الدولي يقترب من إصدار قرار يدعم إنشاء قوة أمنية دولية تشرف على الأوضاع في قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة.
وقال روبيو: "نحن متفائلون بنتائج النقاشات... نحرز تقدماً واضحاً في صياغة القرار، ونتطلع إلى اتخاذ خطوة عملية قريباً".
وأوضح أن واشنطن تجري مشاورات مكثفة مع عدد من الدول بشأن هيكل القوة الدولية وآليات عملها، مؤكداً أن هذه القوة "ستكون مؤقتة وهدفها تثبيت الأمن تمهيداً لنقل الإدارة إلى الفلسطينيين".
دور إقليمي محتمل
بحسب تصريحات الوزير الأميركي، فإن القوة الدولية المقترحة قد تضم مصر وقطر وتركيا والإمارات، في إطار خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.
وأضاف أن الخطة تهدف أيضًا إلى تحجيم نفوذ حركة حماس ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها، مشيرًا إلى أن أي تقدم سياسي أو إنساني في غزة "لن يتحقق ما لم يتم تثبيت الأمن على الأرض".
الأمن شرط لإعادة الإعمار
شدد روبيو على أن إعادة إعمار غزة وتحسين الوضع الإنساني يتطلبان قبل كل شيء استقرارًا أمنيًا كاملًا، وأوضح أن واشنطن تعمل بالتعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة والدول المانحة لتنسيق جهود الإغاثة، لكنه أكد أن "أي جهد إنساني سيبقى هشًا ما لم يُفرض النظام على الأرض".
تطورات موازية
وفي السياق ذاته، نقلت القناة عن مسؤول أميركي رفيع أن فريق الرئيس ترامب يحرز تقدمًا في المحادثات الجارية بشأن مقاتلي حماس في رفح، في محاولة للتوصل إلى تسوية تضمن إخراج المسلحين من المدينة دون تصعيد جديد.
وأضاف المسؤول أن واشنطن تعمل أيضًا مع إسرائيل ودول إقليمية على ترتيبات لتسليم جثث الجنود الإسرائيليين المتبقية داخل القطاع، ضمن إطار إنساني منفصل عن المفاوضات السياسية.
نفي وجود قاعدة أميركية قرب غزة
وفي ختام التقرير، نفى المصدر الأميركي وجود أي نية لدى الولايات المتحدة لإنشاء قاعدة عسكرية قرب غزة، موضحًا أن ما يبحث حاليًا هو إمكانية إقامة قاعدة جنوب إسرائيل لاستضافة جزء من القوة الدولية المزمع نشرها.
وأكد أن الوضع في غزة لا يزال هشًا للغاية، مشددًا على أن واشنطن "تعمل مع شركائها الإقليميين للحفاظ على مسار خطة السلام وتجنب أي انهيار أمني جديد".
بهذه التصريحات، تبدو واشنطن وكأنها تسعى لفرض توازن دقيق بين الأمن والسياسة، في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع انفجار جديد قد يعيد المنطقة إلى نقطة الصفر.
