قضت عائلة غزية نحبها في الزلزال المدمر الذي وقع في جنوب تركيا وشمال سوريا فجر يوم الاثنين 6 فبراير 2023 وأسفر عن آلاف الضحايا والجرحى.
ولقيت عائلة الشاب عبدالكريم أبو جلهوم من بيت لاهيا شمالي قطاع غزة مصرعها، في الزالزال الذي ضرب مدينة انطاكية جنوبي تركيا، حيث توفي الاب والأم وأطفالهم الأربعة وهم نور وكنزي وبراء ومحمد.
من بيت لاهيا الى جنوب تركيا
هاجر الشاب عبد الكريم عبد العزيز أبو جلهوم (51 عاما) مع عائلته إلى تركيا عام 2011، طلبا للحياة الكريمة وبعيدا عن الحروب في غزة.
وبحسب ما ذكر فهد شقيق عبدالكريم، فانه توجه لتركيا بحثا عن فرصة عمل حيث عانى من وضع صعب، ولم ينجح في البداية حيث رحل من تركيا إلى اليونان ومن ثم رجع مرة أخرى إليها، ليبدأ وضعه بالتحسن بعد أن حصل على عمل مناسب ومن ثم حصل على الجنسية التركية.
المكالمة الأخيرة
يقول فهد وهو شقيق عبد الكريم لبي بي سي " تفاجئنا بخبر الزلزال وبدأنا بمحاولة الاستفسار والسؤال عن أخي، ولكن الاتصالات انقطعت معهم وعلمنا من أحد أصدقائه من العراق أن المنزل الذي كان يسكن فيه قد انهار عليهم جميعا، فشعرنا بصدمة وحزن كبيرين، لأننا كنا قد أجرينا اتصالا معه قبل الزلزال بساعات فقط، وتحدثت معه والدتي مطولا".
يضيف فهد وقد بدت عليه علامات الحزن والأسى "حال أخي حال شباب غزة، كان يبحث عن حياة كريمة له ولأبنائه ويريد أن يعيشوا في مجتمع متقدم ومتحضر ليكون مستقبلهم أفضل وفيه استقرار بعيدا عن غزة ومشاكلها وحروبها".
بيت عزاء رغم الأحوال الجوية
أيقنت عائلة أبو جلهوم أنه لا مفر من مواراة جثامين أبنائها في تركيا، وذلك نظرا لصعوبة إحضارهم إلى غزة في ظل الارتفاع الكبير في أعداد الوفيات وحالة الطوارئ العامة في البلاد، إضافة إلى صعوبة الاتصالات وتكاليف النقل.
وقد أقامت العائلة مجلس عزاء لهم في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ورغم الأجواء العاصفة والماطرة فقد حضر مجلس العزاء المئات من سكان الشمال وأقرباء وأصدقاء الضحايا، وقد خيمت حالة من الصدمة والحزن على وجوه الحاضرين الذين تحملوا معاناة الخروج في الطقس السيئ ليعبروا عن تضامنهم ومواساتهم للعائلة المكلومة.
عشرات القتلى الفلسطينيين في تركيا وسوريا
ارتفعت حصيلة الضحايا من الفلسطينيين جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا إلى 70، بعد انتشال ثلاث جثث لامرأة وطفليها من تحت الأنقاض بمخيم الرمل في سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بسبب عدم اكتمال المعلومات المتوفرة بشأن سلامة جميع العائلات الفلسطينية المتواجدة في المناطق المنكوبة.