العدوانيــــــة عند الأطفال مخاطر وتحديات

بقلم: جلال نشوان

 كنت أقود سيارتي ، وإذا بمجموعة من الأطفال يتشاجرون ، نزلت من سيارتي وحاولت جاهداً فض الإشتباك بين الأطفال، ما أزعجني أن أحد الأطفال قد أوسع زميله ضرباً وشتماً تأملت كثيراً ، في السلوك العدواني عند الطفل ، هو سلوك غير مرغوب فيه يصدر عن الطفل ، بطرق مختلفة منها الضرب أو العض أو يقوم بإيذاء الآخرين نفسياً كإطلاق الكلام البذيء المنافي للأدب والفضيلة أنها العدوانية ياسادة ياكرام وتساءلت في نفسي ، كيف أصبح ذلك الطفل عدوانياً هل هي ردة فعل طبيعية لموقف معين ، أم أن الطفل تم الاعتداء عليه وقام بالدفاع عن نفسه وهل العدوانية وراثة أم مكتسبة ؟ ايها السادة الأفاضل: العدوانية سلوك مكتسب لدى الطفل وهو تصرف سلبي يقوم به الطفل وسواء أكان هذا التصرف مقصودً أو غير مقصود ، فإنه ينم عن عدم الرّضا من الجميع ... وهو أحد صور العنف لدى الأطفال والعدوان كسلوك يقصد به تعمد إيذاء الآخرين، و له أشكال محددة من السلوك (كالضرب والصدم) أو على أشكال معينة مثل الحوادث الانفعالية أو كليهما معا أو على الظواهر المرافقة للحوادث الاجتماعية أو على مضامين دافعية (كغريزة الدافع).

أنواع السلوك التي تستهدف إيذاء الآخرين و استخدام القوة لإضرار وإيقاع الأذى بزملاء اللعب أو المدرسة وتساءلت هل الطفل العدواني طفل منحرف اعتقد جازماً ياسادة ياكرام، أن العدوانية عند الطفل العدواني ، لها أسباب ومنها : أن هذا السلوك ناتج عن سوء التربية في المنزل وكذلك التفرقة بين الأبناء، كأن يدلل واحد أو تجاب كل احتياجاته ويعامل الآخر بصرامة ويتجاهل احتياجاته، وكل تلك المعطيات تؤدي إلى استياء الطفل من تلك التفرقة. وفي الحقيقة: تأخذ العدوانية عند الأطفال أشكالًا عديدة، فقد يدافع الطفل عن نفسه ضد عدوان أحد أقرانه، أو يفتعل الإشكاليات مع الآخرين بإستمرار لكي يسيطر على أقرانه، أو يقوم بتحطيم بعض أثاث البيت عند الغضب، ولا يستطيع السيطرة على نفسه.

العديد من الأطفال يلجأون إلى العنف من وقت إلى آخر، وقد تكون العدوانية وظيفية عندما يرغب الطفل في شيء ما بشدة، فيصرخ أو يدفع أو يعتدي على أي إنسان أو شيء يقف في طريقه. وقد تكون العدوانية متعمدة عندما يضرب الطفل طفلاً آخر بهدف الأذى. وتزداد العدوانية المتعمدة عند قلة من الأطفال ، بسبب طغيان السلبية التي غطت مساحات كبيرة في حياته ويداهمنا السؤال الأكثر الحاحاً : هل العدوانية لدى الطفل موروثة عن بعض آبائه وأجداده ؟ وهل هي بسبب مرض عضال ، كالاعتلال العصبي ؟ ربما يكون ذلك بسبب اعتلال عصبي ، أو أن الطفل يعاني من عدم وجود متنفس له ، مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب العدوانية لديه ، ومع الأسف المشكلة موجودة بكثرة لدى الأسر الفقيرة .

إن عدم اكتراث أولياء الأمور بما يشاهدونه من عدوانية وعدم تنبيهمم له، يرسل رسالة تشجيعية على الاستمرار في ذلك. القضية أيها السادة الأفاضل في منتهى الخطورة ، أن يشاهد الأطفال أفلام الرعب ومشاهدة الأعمال الدرامية العنيفة تؤدي إلى تشجيع الطفل على السلوك العنيف. إذا بلغ الطفل سن معينة ، كأن يصل الى مرحلة الإعدادية وبقيت العدوانية متأصلة في نفسه ، فاننا نقرع جرس الانذار ، لذا على ولي الأمر أن يعرض طفله على أخصائي علم النفس ، لعلاجه هذا من جانب ومن جانب آخر أن يكف ولي الأمر عن التدليل المفرط مثل الإفراط في الضبط والقسوة والتأديب، كلاهما يؤدي إلى ارتفاع منسوب العدوانية لدى الطفل.

انتبهوا لأطفالكم وراقبوا سلوكياتهم قبل فوات الأوان، وغيروا أساليب التربية صادقوهم وعاملوهم باللطف والأساليب المتحضرة اذهبوا بهم إلى النوادي ، حتى يفرغوا طاقاتهم السلبية ، فاذا كان الطفل في الثاني من المرحلة الاعدادية ، فلا بأس أن يلعب كرة القدم مع الأطفال الذين يكبرونه ، فإن ذلك سيعمل على تخفيف منسوب العدوانية لديه كثيراً ما يعتدي الطفل على غيره ، لأنه لم يتلق أي تدريب على التعبير عن ذاته وحقوقه وحاجاته.

لقد نجح الكثير ،من أولياء الأمور في كبح جماح ابنائهم ، عن طريق تعليمهم الموسيقى والرياضة وزيارة المكتبات ولعب كرة القدم ، وأضحوا أطفالاً مبدعين حضرات السادة الأفاضل لا تفرطوا في العقاب البدني ، فالعقاب لبس وسيلة مجدية وتؤدي إلى نتائج عكسية ... شجعوا أبناءكم على ممارسة السلوك الإيجابي، وجودوا عليهم بالثناء والمدح وتقديم المكافآت خففوا من مشاهداتهم لأفلام العنف اصطحبوهم إلى نوادي الرياضة وازنوا بين الثواب والعقاب اتمنى لكم ولأولادكم حياة سعيدة ومستمرة الكاتب الصحفى جلال نشوان

البوابة 24