في ظل استمرار أعمال البحث عن ناجين وانتشال جثث الضحايا تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الأسبوع الماضي.
وتصاعدت التحذيرات من الأوبئة التي من المتوقع انتشارها بعد الكوارث الطبيعة عادة خاصةً الزلزال.
وتظل احتمالية انتشار الأوبئة بعد الكوارث واردة دائمًا، وتتنوع التهديدات الصحية وفقاً لعدة معايير، وعلى رأسها يأتي حجم الزلزال، وطبيعة بيئة المباني، سواء كان حياً فقيراً أو غنيًا، كما يختلف التهديد الصحي وفقاً للآثار الثانوية للزلزال، مثل أمواج التسونامي أو الانهيارات الأرضية.
تحذير منظمة الصحة العالمية
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، قد تؤدي الزلازل تحديداً إلى آثار فورية وطويلة الأجل على الصحة.
كما أعربت عدة منظمات إنسانية مؤخراً عن قلقها من تفشي وباء الكوليرا، في المناطق التي ضربها الزلزال، خاصةً وأنه ظهر مجدداً في سوريا.
كما أشارت منظمة الصحة العالمية، إلى خطورة الأزمة الصحية التي ربما تضرب المناطق التي وقع فيها الزلزال لدرجة أنها وصفت الأزمة بأنها "قد تتخطى في أضرارها خسائر الزلزال نفسه".
وبلغ عدد الذين تضرروا من زلزال تركيا وسوريا المدمر 23 مليون، بينهم حوالي 5 ملايين في وضع هش، بحسب منظمة الصحة العالمية.
الأمراض المعدية
ومن أبرز الأمراض المتعلقة بالكوارث هي الأمراض المعدية ومن بينها الأمراض المتعلقة بالمياه، حيث يكون من الصعب الوصول إلى مياه صالحة للشرب خلال أوقات الكوارث ومن ثم يتم الاعتماد على مياه ليست جيدة، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث فاشيات أمراض الإسهال بعد تلوث مياه الشرب، والتي ربما تتطور إلى أمراض خطيرة كالكوليرا والسالمونيلا.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن تفشي الإسهال المائي الحاد في مظفر آباد، باكستان، بعد زلزال 2005.
وخلال هذه الفترة، تك رصد إصابة ما يزيد عن 750 حالة، في مخيم غير مجهز يشمل 1800 شخص، وتمت السيطرة عليه بعد توفير مرافق المياه والصرف الصحي الكافية.
ومن الأمراض التي ترتبط أيضا بعدم الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، التهاب الكبد "A" و"E".
ومن بين الأمراض التي تتفشى أيضاً عبر الاتصال المباشر بالمياه الملوثة، داء البريميات وهو مرض بكتيري حيواني المنشأ معرض للأوبئة، وقد ينتقل من خلال الاتصال المباشر بالمياه الملوثة.
وتفرز القوارض كميات ضخمة من البريميات في بولها، ويتسبب انتقالها عبى ملامسة الجلد والأغشية المخاطية بالماء أو التربة الرطبة أو الغطاء النباتي أو الطين الملوث ببول القوارض.
أمراض مرتبطة بالتزاحم
كما تحذر منظمة الصحة العالمية من هذه الأمراض المرتبطة بالتزاحم أيضًا، حيث يتجمع النازحين في أماكن غير مجهزة بطريقة مناسبة بسبب الكوارث الطبيعية، ومنها الحصبة.
وتنتشر الحصبة عبر تغطية التحصين الأساسية بين السكان المتضررين، خاصة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، كما يتفشى مرض التهاب السحايا النيسرية السحائية في هذه الأجواء المزدحمة.
وتكشف المنظمة أن سرعة الاستجابة بالوقاية بمضادات الميكروبات، قد يؤدي إلى وقف انتقال العدوى.
ومن المخاطر التي تتبع الكوارث الطبيعية أيضاً التهابات الجهاز التنفسي الحادة، التي تتسبب في تسجيل وفيات كثيرة بين النازحين.