بقلم محمد قاروط ابو رحمه
ارسطو وتلامذته حتى اليوم، و حضارة الغرب والذين يؤمنون بأن الإنسان حيوان ناطق أرادوا أن ينزعوا الإنسانية من الإنسان بأن يمنعوه من الكلام المخالف لهم بمنع أسباب استمرار حياته مثل الملبس والمسكن والمأكل والكرامة الشخصية والوطنية.
صحيح أن الإنسان حيوان باعتبار أنه فيه حياة، وان الفصل الذي يميزه عن بقية الحيوانات هو (النطق) القول واللغة.
والحيوان جنس، وكلمة ناطق فصل، والجنس لا يعمم المعرف وغيرها،
والفصل يعرف المعرف ويعممها بسهولة وتميزها عن غيرها.
والإنسان إرادته حرة ومسؤول عن خياراته.
والحيوان لا إرادة له، وخياراته بيد مالكه.
والإنسان يتعلم من خبراته وخبرات غيره.
والحيوان لا يتعلم إلا من تجربته والتكرار.
لذلك اذا نزعت عن الإنسان القدرة على التعبير عن رأيه الغيت الفصل وابقيت الجنس فاصبح حيوانا ليس ناطقا يؤتمر وينفذ.
أليس هذا ما قاله فرعون (قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) (29) غافر.
أليس هذا ما تفعله أميركا (وطغاتها وأمثالهم) ومن سار على دربهم بأن تحرمنا من كرامتنا وانسانيتنا، وحريتنا.
الإنسان ليس حيوان ناطق الإنسان هو بني ادم الذي قال فيه الله عز وجل (۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) (70) الاسراء.
نحن من سلالة المكرمين المفضلين، اما الذين يؤمنون بأن الإنسان حيوان ناطق فإنهم عبيد
عند حيوان ناطق اكبر منهم.
الذين يمارسون في اي زمان تكميم الأفواه ومنع حرية التفكير والأختيار، وحق الناس بتقرير مستقبلها يهدفون إلى الغاء النطق من عند الحيوان الناطق،
ليبقى الحيوان خادما لهم.
دفاعنا عن حقنا في حرية التفكير والاختيار وتحرير أرضنا هو دفاع عن إنسانيتنا.
كن انسان وكن معنا.