أثارت أسابيع من الطقس الشتوي الجاف منذ إعلان حالة الطوارئ الصيف الماضي مخاوف في إيطاليا من أن البلاد قد تواجه موجة أخرى من الجفاف، حيث تسبب انخفاض المد في البندقية في جفاف القنوات بالمدينة السياحية الشهيرة، حيث شهدت جبال الألب أقل من نصف تساقط الثلوج المعتاد، وفقًا للعلماء والجماعات البيئية.

اختفاء المياة وتعطيل الحياة في البندقية

تمنع مستويات المياه المنخفضة حاليًا عربات الجندول وسيارات الأجرة المائية وسيارات الإسعاف من التحرك في أجزاء من المدينة، مما أدى أيضًا إلى تعطيل الكرنفال السنوي، الذي جذب ما يقدر بنحو 100 ألف محتفل إلى البندقية العام الماضي.

ومن جهته، قال رئيس مركز المد والجزر في البندقية، ألفيس بابا، إنه مضى 15 عاما تقريبًا منذ آخر مرة انخفض فيها منسوب المياه في المدينة مثل هذا الانخفاض، والذي وصل إلى أكثر من 50 سم عن المتوسط ​​المعتاد، في حين أن الحد الأدنى الآمن للتنقل في قنوات البندقية هو 60 سم، لذلك وجهت خدمات الطوارئ تحذير بعدم تمكنها من على الوصول إلى عدد من السكان في منازلهم.

كما وثقت العديد من الصور المنتشرة، اختفاء مياه وتعلق الجناديل في القنوات التي تحولت إلى خنادق موحلة، وكشفت الأسس القديمة للمباني.

والجدير الإشارة أن هذه الظاهرة ألقت اللوم على مجموعة من العوامل، منها قلة المطر ونظام الضغط العالي والقمر الكامل والتيارات البحرية.

ومن جهتها، صرحت مؤسسة ليجامبيانتي البيئية، في بيان لها، بأن الأنهار والبحيرات الإيطالية تعاني من نقص حاد في المياه بينما جفت المياه في شوارع مدينة البندقية السياحية الشهيرة، لا سيما في شمال البلاد.

انحسار المياه في نهر بو

وبحسب البيان، فأن أطول نهر في إيطاليا والذي يمتد من جبال الألب في الشمال الغربي إلى البحر الأدرياتيكي، يحتوي على 61% من المياه أقل من المعتاد في هذا الوقت من العام.

كما سبق وأعلنت إيطاليا، في يوليو الماضي، حالة الطوارئ للمناطق المحيطة بنهر "بو"، والتي تمثل ما يقرب من ثلث الإنتاج الزراعي للبلاد وتعرضت أسوأ أنواع جفاف منذ 70 عامًا.

ومن جانبها، نقلت صحيفة كورييري ديلا، عن ماسيميليانو باسكوي، خبير المناخ من معهد البحوث العلمية الإيطالي سي إن آر قوله "نحن في وضع عجز مائي يتراكم منذ شتاء 2020-2021".

ويجدر الإشارة إلى أن المشاكل التي تعاني منها البندقية تحدث بسبب العديد من العوامل منها قلة المطر، نظام الضغط العالي، علاوة على القمر الكامل (البدر) والتيارات البحرية.

انحسار المياه في أماكن أخرى بإيطاليا

وشهدت بحيرة غاردا في شمال إيطاليا أيضًا انخفاض في منسوب المياه إلى مستويات قياسية، مما جعل من الممكن الوصول إلى جزيرة سان بياجيو الصغيرة على البحيرة عبر مسار مكشوف.

والجدير بالذكر أن الإعصار المضاد سيطر على الطقس في غرب أوروبا لمدة 15 يومًا، مما نتج عنه زيادة درجات الحرارة المعتدلة بشكل طبيعي في أواخر الربيع، ومع ذلك، فإن أحدث تنبؤات الطقس تشير إلى وصول هطول الأمطار والثلوج التي تشتد الحاجة إليها في جبال الألب في الأيام المقبلة.