طالب مسعفون عاملون بالمناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، أمس الجمعة، المجتمع الدولي، لإنقاذ الحالات الخطيرة بين الناجين من زلزال 6 فبراير، وذلك بعد وفاة طفل بسبب متلازمة "هرس الأطراف".
وكان ألب أرسلان بري، البالغ ثلاث سنوات، قد توفي ليل الخميس الجمعة، في مستشفى في إدلب في شمال غرب سوريا، مع العلم بأنه الناجي الوحيد بين أفراد أسرته، بحسب ما قال خاله عزت حميدي لوكالة فرانس برس.
متلازمة هرس الأطراف
وكان الطفل يعاني كن متلازمة "هرس الأطراف"، حيث أكد الأطباء العاملون في شمال غرب سوريا أنهم استقبلوا حالات كثيرة منها، بينها الكثير من الأطفال، جراء الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 46 ألف شخص في تركيا وسوريا، بينهم 3,688 شخصاً في سوريا.
وتأتي المتلازمة جراء ضغط تتعرض له الأطراف لمدة تزيد عن 12 ساعة، وهو ما يتسبب في انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة، ويعرض المريض للبتر والإصابة بقصور كلوي ومشكلات في القلب.
مناشدة للعالم
ومن جهته، قال رائد الصالح، مدير الخوذ البيضاء، وهي بمثابة الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة والجهادية في إدلب ومحيطها: "على العالم أن يقف مع الأطفال وكب المصابين بمتلازمة الهرس، وأن يكون هناك تحرك من جانب اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاستجابة العاجلة لهذه الحالات".
وتابع: "مئات المصابين بالزلزال يعانون من هذه الحالة، ويحتاجون لرعاية طبية متقدمة، القطاع الطبي منهك بشكل كبير ومستنفد في المنطقة".
وفاة الطفل ألب أرسلان
الجدير بالذكر أن الطفل ألب أرسلان كان قد تم إخراجه حيًا بأعجوبة بعد بقائه 40 ساعة تحت الأنقاض، وتم العثور عليه في حضن والده الذي حماه بجسده لكنه توفي مثل والدته وشقيقيه.
وأكد الطبيب مهيب قدور، في مستشفى عقربات في إدلب: "حاولنا إنقاذه مع جميع الأطباء ولكنه دخل في قصور الأعضاء المتعدد وتجرثم الدم. بذلنا أقصى جهد ممكن إلا أن الإصابة كانت مميتة".
وكانت السلطات المحلية في شمال سوريا، قد نقلت الخميس الماضي، الطفلة شام الشيخ محمّد البالغة تسع سنوات وشقيقها عمر (15 عاماً) إلى تركيا للعلاج لإصابتهما بمتلازمة "هرس الأطراف"، وهما أول ضحيتين للزلزال يتم نقلهما من المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق لتلقي العلاج خارج البلاد.