بقلم: ميسون كحيل
حسين الشيخ وماجد فرج، مع حفظ الألقاب، لا يمثلان حركة فتح في لقائهما مع قيادة حماس في القاهرة، بل يمثلان السلطة الفلسطينية. حركة فتح لم تُعلن أن وفدًا منها توجه إلى القاهرة من أجل لقاء قيادة حماس، كما أن هناك قادة في فتح هم الأَولى والأفضل بعقد مثل هذا اللقاء في حال موافقة حركة فتح عليه وإقراره. ليس تقليلًا من الشيخ وفرج، بل لأن اللقاء لم يكن مقبولًا أن يتم. فهل أرادت السلطة مكافأة حركة حماس على ما قامت به وما أدّت إليه سياساتها ومواقفها من حالة تشرذم ودمار لقطاع غزة وأهله؟
قد تكون الرئاسة الفلسطينية قد تعرضت لضغوط من أجل عقد مثل هذا اللقاء، لكن ما كان على القيادة أن تُشير لمزًا أو غمزًا إلى أنه لقاء لحركة فتح مع قيادة حركة حماس، ويجب التصحيح للإعلام بالمسمى الحقيقي لمن قاد هذا اللقاء، لأن فتح — وأعتقد وأجزم أن كافة أعضائها — لا يمكن أن تقبل بهذا اللقاء مع حماس، إذ سيظهر وكأنه قبول من حركة فتح والشعب الفلسطيني بما قامت به حركة حماس من أعمال واستفراد بقراراتها وجرّ القضية إلى مستنقع الغرق.
وهنا على وفد السلطة الذين قرروا هذا اللقاء أن يضعوا في الحسبان رأي الشعب، وخاصة أهل قطاع غزة، ولا يجوز بالمطلق التعامل أو التعاون مع حركة حماس إلا من خلال إعلان موافقتها على شرعية السلطة ومنظمة التحرير والالتزام بكافة قراراتهما، والقبول بالسلطة الواحدة والسلاح الواحد، وإلا فإن اللقاء سيكون فاشلًا ويمنح حركة حماس صك براءة مما قامت به، ومكافأة لها على تدمير القطاع وسقوط الآلاف بين شهيد وجريح ومشرّد.
والسؤال: أين قرار اللجنة المركزية من هذا اللقاء؟ ومتى سيتوقف أعضاؤها عن كلمات "وحدة الصف" و"إنهاء الانقسام" واللغة التعبيرية التي، على مدار سنوات الانقلاب، كانت تمريرًا لفكرة استغفال الشعب، خاصة وهم يعلمون أن حركة حماس لا يمكن أن تتخلى عن قطاع غزة الذي تراه جبلًا من ذهب! كما أنه من غير المسموح الآن السير على نفس السكة والخطوات التي ضيّعت سنوات طوالًا من عمر القضية الفلسطينية.
وعلى حركة فتح الآن الإعلان بشكل واضح عن موقفها من حركة حماس، وعدم القبول بها طالما استمرت على نفس النهج والرؤية وتخلّت عن القضية الفلسطينية وولائها لحركة الإخوان المسلمين على حساب الشعب الفلسطيني، مع ضرورة التأكيد — دون كاتم ودون كلام في السر — وفي رسالة واحدة فقط، بأن من في القاهرة الآن لا يمثلون حركة فتح.
