تحولت العاصمة السودانية الخرطوم إلى ما يشبه "مدينة أشباح"، حيث غرقت في صمت وهدوء شديدين، مغ نهار أول أيام شهر رمضان 2023.
ويأتي المشهد العجيب على النقيض تماماً لما كانت عليه المدينة يوم أمس، حيث شهدت تلك الأماكن اكتظاظاً مرورياً كبيراً للغاية وازدحاماً أمام مراكز التسوق وبيع الأطعمة والمشروبات، ووصل الاختناق المروري إلى ساعات متأخرة من ليل أمس.
وفي الساعات الأولى من نهار اليوم الخميس، تم رصد خلو الشوارع الرئيسية بالعاصمة السودانية من المارة والسيارات بطريقة لافتة للانتباه، حيث عادةً ما تشهد هذه الشوارع حركة كثيفة وازدحاماً مرورياً طيلة أيام الأسبوع.
عودة الحركة
وجذب مشهد العاصمة السودانية مع اول أيام شهر الصوم، انتباه مستخدمي مواقع التواصل، الذين تداولوا صوراً عديدة توثق شوارع وسط الخرطوم أو "الداون تاون" وهي خالية على غير أحوالها المعتادة.
وقال شهود عيان، إن منطقة وسط الخرطوم لا تشهد أعداداً قليلة من المارة والسيارات بهذه الكيفية التي بدت بها إلا في أوقات نادرة جداً، وتحديداً في أيام العطلات، خاصةً عطلة عيدي الفطر والأضحى، عندما تغادر أعداد ضخمة من المواطنين لقضاء عطلة الأعياد قرب ذويهم بولايات السودان المختلفة.
وأرجع معظم المواطنين ظهور المارة والسيارات بأعداد ضئيلة لا تذكر، لالتزام الصائمين أماكنهم، خوفاً من التعرض للإجهاد والجوع والعطش في اليوم الأول، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنهم أكدوا أن الحركة ستعود إلى سابق عهدها بعدما تنقضي الأيام الأولى من شهر رمضان.
مسافة في زمن قياسي
بينما قال أحد المواطنين، إنه قطع المسافة من محل سكنه بحي شمبات بالخرطوم بحري إلى مقر عمله بوسط الخرطوم، مروراً بجسر المك نمر، في زمن قياسي للغاية مُقارنةً بالأيام العادية.
وتابع إن سمة الهدوء ليست مقتصرة على وسط العاصمة وحدها، حيث انتقلت للأحياء السكنية وأيضاً الأسواق، كما أغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها حسبما رصد وهو في طريقه إلى مقر عمله.