البوابة 24

البوابة 24

مسلسلات رمضان 2023.. عمل درامي يثير الجدل في تونس ويصل إلى المحاكم.. فما القصة؟

مسلسل الفلوجة
مسلسل الفلوجة

مسلسلات رمضان 2023، واجهت عدد من الأعمال الدرامية النقد والنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام ، بعد عرض الحلقات الأولى منها، ولكن مسلسل "الفلوجة" تخطى هذه الحدود ووصل إلى المحاكم التونسية "لأنه يحتوي على أنشطة خطيرة للغاية على المتابعين من الأطفال والمراهقين والمربين والأمنيين" ، وفق الدعوى المرفوعة لوقف عرضه.

أبطال مسلسل الفلوجة

2.jpg
 

بدأ عرض المسلسل على قناة "الحوار التونسي"، منذ بداية شهر رمضان المبارك، ويشارك في بطولته ريم الرياحي ومحمد مراد، ومحمد علي بن جمعة، ونعيمة الجاني، وسارة التونسي، وفارس عبد الدايم، ونسيم بورقيبة، والمسلسل من إخراج سوسن الجمني، التي كتبت عنه عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلة: "لقد قمنا به من أجل تونس أفضل".

قصة مسلسل الفلوجة

تدور أحداث المسلسل عن مجموعة من الظواهر والسلوكيات التي تحدث داخل المدارس الثانوية، بما في ذلك ترويج المخدرات والعلاقات العاطفية بين المراهقين، علاوة على تعامل التلاميذ مع هيئة التدريس وغيرها من القضايا المجتمعية في تونس.

رسائل خطيرة تمس المنظومة التربوية

3.jpg
 

وفي هذا الإطار، أشار كاتب عام الجامعة العامة للتعليم الثانوي، الأسعد اليعقوبي، إلى إن مضامين مسلسل "فلّوجة" يحتوي على عدد من الرسائل الخطيرة التي تمس المنظومة التربوية في البلاد وفيها إساءة وتجريح للمعلم وضرب للمؤسسة العمومية.

وتساءل "اليعقوبي"، إذا كان المسلسل يعبر عن الواقع داخل المدارس التونسية، فأين الحلول لحل تلك المشاكل الموجودة، بالنظر إلى أن القضايا التي تم طرحها والسلوكيات الموجودة في المسلسل لا يمكن إنكارها، لكنها مبالغ فيها وطرحها بلا حل أو بديل يعتبر الخطر الحقيقي.

كما أثارت قناة "الحوار التونسي"، ضجة كبيرة وجدل بشأن المسلسلات التي تم عرضها في الشهر الفضيل خلال السنوات السابقة بسبب طرحه لموضوعات جريئة وحساسة في المجتمع التونسي.

ومن جهته، انتقد وزير التربية التونسي، محمد علي البوغديري، أحداث العمل واعتبره "مسلسل سيء للغاية، حيث يضرب الأسرة التربوية في العمق" لافتًا إلى أنه رفع الأمر لرئيسة الحكومة ورئيس الجمهورية.

عريضة لوقف بث مسلسل الفلوجة

وبدورهما، قام محاميان تونسيان بتقديم عريضة إلى القضاء لوقف عرض المسلسل الذي وصفاه بأنه " تعمد انتهاك الأخلاق والتربية عن طريق تعمد نشر البذاءة... من أجل إفساد عقلية جيل الغد"، بحسب ما جاء في نص الطلب الذي تقدم به صابر بن عمار وحسن عز الدين الدياب إلى المحكمة.

وفي السياق ذاته، طالبت الجامعة العامة للتعليم الثانوي، وهي واحدة من أكبر النقابات التعليمية التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، بضرورة فتح تحقيق في إعطاء ترخيص من وزارة التربية لتصوير هذا المسلسل المخالف "الذي تعدى على حرمة المدرسة ورمزيتها.. وشوه صورة التلاميذ".

كما شدد سليم قاسم، رئيس جمعية جودة التعليم، على إن حرية التعبير وحرية الفن والإبداع مكفولة لكن لا يمكن التسامح مع الممارسات التي تسيء إلى المؤسسات التربوية، مؤكدًا أن مسلسل (فلّوجة) أساء إلى كافة القائمين على العملية التربوية من معلمين ومديرين وقيمين، متعجبًا من فتح أبواب المدرسة العمومية لمثل هذه الأعمال.

إخراج العمل الدرامي من سياقه

وعلى الجانب الأخر، يعتقد المثقفون أن المسلسل مرآة تعكس الواقع ويكشف المسكوت عنه، مشيرين إلى أن الصدمة ربما هي التي ستنقذ أجيالا من الأطفال وتجعل العائلات تلتف حول أطفالها، علاوة على أنه قد يجعل منظومة التربية تراجع نفسها وتجري الإصلاحات اللازمة.

بالإضافة إلى ذلك، عبر عدد من النقاد والنشطاء، عن رفضهم لإقحام الرئيس قيس سعيد في هذا الموضوع وتسييس الأمر حتى لا يتم إفساح المجال أمام ثقافة المنع في الأيام المقبلة.

كما لفت خميس الخياطي، الصحافي والناقد السينمائي، إلى إن "الشوشرة" التي ظهرت عقب بث الحلقات الأولى من مسلسل (فلّوجة) مفتعلة وتسببت في إخراج المسلسل من سياقه، وهي محاولة لفرض رقابة أخلاقية.

وتعجب من تصريحات وزير التربية رافضا أن يفرض البعض رأيه على الجميع في حال أن من لا يعجبه العمل يستطيع بضغطة زر تغيير المحطة وينتهي الموضوع.

واستغرب "الخياطي"، من تصريحات وزير التربية والتعليم، رافضا أن يفرض البعض رأيه على الجميع في حال إذا لم يعجبك المسلسل، يمكنك الضغط على الزر لتغيير القناة، وينتهي الأمر عند هذا الحد.

والجدير بالإشارة أن المدافعون عن الحريات في تونس، يرفضون التدخل في الأعمال الفنية وفرض رقابة أخلاقية عليها هو بمثابة شرعنة للتضييق على الحريات خاصة وأن الجدل ما زال قائما حول تراجع الحريات في تونس منذ 25 يوليو 2021.

وعلى الجانب الأمني، أفاد فاكر بوزغاية، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن مسلسل "فلّوجة" هو تمثيل وعمل درامي لا يمكن أن يؤثر في عمل وزارة الداخلية ولا في عمل الأمنيين رغم اعترافه بأن هناك عدد من المشاهد "فيها قلة ذوق وقلة أخلاق" بحسب وصفه.

والجدير بالذكر أن الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس، رفضت أمس الإثنين، دعوى وقف عرض المسلسل فإن المعركة مستمرة على جبهات أخرى منها الجهات المنظمة للعمل الإعلامي التي تواجه ضغوطا لاتخاذ موقف ما.

 

وكالات