البوابة 24

البوابة 24

بعد 20 عاما.. ماذا حدث بتمثال صدام حسين ومن اشتراه؟

تمثال صدام حسين
تمثال صدام حسين

يصادف اليوم ذكرى مرور 20 عامًا على الغزو الأمريكي الذي أطاح بنظام صدام حسين، وبداية حقبة دامية اندلعت فيها العديد من الصراعات المتتالية، حتى استعادت البلاد الهدوء النسبي في الوقت الحاضر، ولعل أكثر المشاهد التي حفرت في ذاكرة العراقيين حتى اليوم، هو مشهد أسقط تمثال صدام في ساحة الفردوس ببغداد.

لحظة سقوط تمثال صدام حسين

4.PNG
 

أكثر ما يحب مصفف الشعر العراقي قيس الشرع الحديث عنه، مثله مثل الآلاف من العراقيين الآخرين، هو ما حدث في 9 أبريل 2003، عندما رأى عراقيين وبعض مشاة البحرية الأمريكية يهدمون تمثال صدام أمام صالونه في الساحة الفردوس.

وقال "الشرع" عن تلك اللحظة: "كان هناك الكثير من الشباب العراقيين من كافة أنحاء البلاد مع جنود أمريكيين على رأس التمثال، لقد أرادوا حريتهم ..."، مضيفًا: "التمثال كان يظهر وجه رجل يخافه الجميع"، في اشارة الى ارتفاع تمثال صدام الذي يبلغ ارتفاعه 12 مترا، والذي تم تشييده قبل عام واحد فقط للاحتفال بعيد ميلاده الخامس والستين.

لكن الآن، وبعد تجديد ساحة الفردوس وتحويلها إلى حديقة صغيرة بتمويل من البنوك الخاصة، أكد "الشرع"، إن "العائلات ما زالت تخشى اصطحاب أطفالها إلى تلك الحديقة، لأن تجار المخدرات يقضون أوقاتهم هناك في المساء"، بحسب ما نقلت "أسوشييتد برس".

أقرأ أيضًا:

لحظة تاريخية

3.PNG

 

أما بالنسبة للعالم، فقد أصبحت لحظة رمزية في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وبثت العديد من القنوات في كافة أنحاء العالم على الهواء مباشرة لحظة قيام مشاة البحرية الأمريكية بربط التمثال بسيارة لإسقاطه، وهو حدث تم تضخيمه ليصبح رمزًا لنهاية حكم صدام على مدار ربع قرن في العراق.

لكن ماذا حل بالتمثال؟

6.PNG
 

من غير المعروف ما حدث لمعظم تماثيل صدام عامة، لكن هواة جمع التذكارات أخذوا قطعا من تمثال ساحة الفردوس هذا.

ولا يُعرف حتى الآن ما الذي حدث لمعظم تماثيل "صدام" العامة، لكن هواة جمع التذكارات أخذوا قطعًا من هذا التمثال من ساحة الفردوس، فقد أدعت مجموعة من مشاة البحرية الأمريكية الشباب من ولاية يوتا في عام 2003 ، أنهم قطعوا يد التمثال اليمنى وكانوا يعتزمون بيعها على موقع "إيباي" الإلكتروني.

لكنها محاولتهم فشلت بعد اختفاءها من حمولتهم، خلال محاولتهم تهريبها إلى الوطن في رحلة العودة مع الجيش، وكل ما لديهم هو الصورة التي التقطوها لأنفسهم وهم يمسكون بها مثل صيد ثمين.

والجدير بالإشارة أن هناك تاجر تحف ألماني، أعلن في  عام 2016، عن شراءه ساق تمثال صدام اليسرى ثم أعاد بيعها على موقع "إيباي"، مقابل أكثر من 100 ألف دولار.

وفي عام 2017 ، كتب نايجل إيلي، الصحفي البريطاني، كتابًا عن "مؤخرة التمثال" التي تم نزعها منه، وعرضها للبيع في المزاد العلني للأعمال الخيرية، لكنها لم تحصل على عرض بيع مرتفع بما يكفي.

يجدر الإشارة إلى أن هذا  التمثال كان جزءًا صغيرًا من بين عدد كبير من المعالم والقصور التي أقامها الرئيس السابق لإظهار قوته، إلا أنها اختفت كلها تقريبا من بغداد بعد مرور 20 عاما على ذلك اليوم، كما تم إعادة توظيف الكثير من قصوره ومبانيه من أجل عراق جديد.

ومع ذلك، فإن الكثير من الأمل الذي جاء مع محو الوجود البصري القمعي لصدام قد تبدد، أولاً بسبب سنوات من العنف والآن بسبب الاقتصاد المتداعي والفساد المستشري من قبل بعض النخب السياسية والفصائل القائمة على أسس طائفية.

العربية