يهتم جميع الآباء ببناء شخصية أبنائهم منذ الصغر، ومن المشاكل التي تواجهها الكثيرون خجل الطفل أمام الناس، والتصرف بارتباك وعصبية عندما يكون موضع اهتمام من حوله، فلا تقلق، فهو إما يعاني حالة طبيعية حسب سنه، أو في حالة مرضية، لكن يمكنك التغلب عليها باتباع عدد من الإرشادات البسيطة.
ووفقًا لما ذكره خبيران في الصحة النفسية، فأن أولى خطوات إنقاذ الطفل من هذه الحالة، هي أن يعرف الوالدان معنى الخجل وعلاماته، ومتى يكون طبيعيًا أو مرضيًا.
مظاهر الخجل عند الأطفال
في هذا الإطار، كشف أحمد علام، خبير الصحة النفسية، علامات وأعراض الخجل، وهي أن يشعر الطفل بعدم الارتياح عندما يكون بالقرب من الآخرين.
الطفل الخجول: "لا يتواصل أو يتكلم مع الآخرين، ويكون انطوائيا لا يحب القرب من الغرباء"، وهذا قد يكون سلوكا طبيعيا في سن ما، لكن حال استمراره يعني أنه أمر مضر، كما ينبه الاستشاري النفسي.
وفيما يتعلق بالتفرقة بين الحالة الطبيعية والمرضية للطفل الخجول، قال "علام": "لا يتواصل ولا يتحدث مع الآخرين، ويكون انطوائي ولا يحب التواجد مع الغرباء"، قد يكون هذا سلوكًا طبيعيًا في سن معينة، ولكن إذا استمر، فهذا يعني أنه أمر مضر.
أقرأ أيضًا:
- الإفراط في تدليل الطفل وعواقبه الوخيمة
- لهذا السبب.. لا تجعل طفلك ينام على سريرك أبداً
أنواع الخجل عند الأطفال
ومن جهتها، لفتت لميس مكاوي، خبيرة الطب النفسي السلوكي في جامعة عين شمس المصرية، انتباه أولياء الأمور إلى أن هناك نوعان من الخجل تصيب الطفل في سن مبكرة، أحدهما "طبيعي مفيد"، والآخر "اضطرابي".
الخجل الطبيعي: "فقد يلحق بأي طفل دون العامين، وهو يتعرف على أشخاص جدد، ويزول بعد 10- 15 دقيقة بعد أن يندمج في التعامل معهم".
الخجل الطبيعي، يمكن أن يصيب أي طفل تحت سن العامين، عند مقابلة أشخاص غرباء، ويختفي خلال 10-15 دقيقة بعد اندماجه في التعامل معهم.
أما الخجل الاضطرابي، "يسمى القلق الاجتماعي، ومن أعراضه خوف الطفل من مواجهة الغرباء بعد دخوله المدرسة، وقلقه عند التحدث أمام تجمع أو حشد، وهو ما يتطلب تدخل الوالدين.
أسباب خجل الأطفال
في هذا السياق، أوضح "علام"، الأسباب التي تدفع الطفل للخجل، وهي:
- عوامل وراثية.
- اكتساب السلوك من الأبوين والبيئة المحيطة.
- التعرض للتنمر أو الانتقادات اللاذعة.
- تخويف الأطفال والتعامل معهم بـ"عنف".
يحذر "علام" من أنه عندما تخلق هذه العوامل الخجل "الاضطرابي"، فإن الطفل سيعاني من أضرار أخرى، مثل الشعور بالعزلة والابتعاد عن الناس والوحدة، وبطء في التعلم.
وفي سياق متصل، أضافت "مكاوي" إلى هذه الأضرار ما ينعكس على سلوك وحياة الشخص الخجول عندما يكبر، ويضطر للخروج من العزلة والتعامل مع الناس لقضاء مصالحه الخاصة بنفسه.
سلوكيات الشخص الخجول
ومن بين السلوكيات التي يشعر بها الخجول في نفسه في تلك اللحظة، والتي تثير قلق أسرته، تقول الخبيرة النفسية:
- لا يستطيع التعبير عن نفسه في "المقابلات الشخصية".
- لا يستطيع إبداء رأيه.
- يظل انطوائيا ويفضل العزلة.
طرق الوقاية من الخجل عند الأطفال
خجل الطفل المرضي ليس النهاية، يمكن لأولياء الأمور تصحيح شعوره بنفسه للتغلب على الخوف من الناس، وفي هذا الصدد، يقدم الخبيران الآباء والمحيطين بالطفل، عدد من التعليمات الهامة، وهي:
- يبدأ دور أولياء الأمور قبل عمر العامين، بإشراك الطفل في الأنشطة التي يمكنه التحدث من خلالها والتعبير عن ذاته.
- الحرص على زيارة الأهل والأقارب، حتي يتعامل مع أطفال في عمره.
- اصطحاب الطفل إلى الملاهي والملاعب والحفلات الجماعية، للتعامل مع الأطفال.
- إشراك الطفل في أنشطة مثل الألعاب الجماعية والرياضات.
- الحرص على تنمية مهاراته على سبيل المثال الرسم والتلوين أو الطبخ ليشعر عن طريق الإبداع بأهميته، وتصويره وهو يقوم بها.
- نطلب من الطفل عرض مهاراته أمام من حوله، مثل الغناء، أو يحكي قصة، ومكافأته على ذلك.
- لا تنتقد أو تعاقب الطفل أمام الناس، ولا تقم بتخويفه على كل خطأ يقوم به.