بقلم: محمد قاروط أبو رحمة
يتمثل الواقع في ذاكرتنا ونظامنا المعرفي على شكل صور واصوات.
كل صورة او صوت في ذاكرتنا ونظامنا المعرفي مصحوبة بعاطفة تجاهها.
الواقع الذي كانت عليه الصور والأصوات قبل اندماجها في ذاكرتنا ونظامنا المعرفي كانت حيادية، وعندما أصبحت جزءا من ذاكرتنا ونظامنا المعرفي اعطيناها بعدا عاطفيا. فأصبحت مرتبطة بمشاعرنا.
فمثلا اذا مر شخصان بنفس التجربة قد ترتبط تلك التجربة بشعور ايجابي عند أحدهم وترتبط بشعور سلبي عند الآخر.
الاحساس بالواقع غير الواقع، لان الواقع موضوعي والإحساس به ذاتي.
فمثلا: كلنا مررنا بتجربة الانتظار، شعورنا بمرور الوقت اثناء الانتظار، لا يعبر عن حقيقة الوقت الفعلي.
كل الأحداث التي تدور حولنا هي موضوعية وحقيقية وحيادية، وعندما تقيمها او نريد إعطاء رأي او مفهوم لها، فإننا نقوم بذلك استنادا إلى مشاعرنا وخبراتنا الشخصية.
لهذا يكون ما نفكر ونشعر به تجاه الأحداث التي تدور حولنا عاملا مهما وحاسما لنوعية استجابتنا وردة فعلنا لما يدور حولنا.
فيما يلي ستة أمثلة على ذلك:
١_ الشخص الذي يعيش في حالة الشح، ينتظر ثروة ليشعر بالغنى.
اما الشخص الذي يشعر بالغنى والوفرة ويتصرف على هذا الاساس فإنه سيعمل على تحقيق الوفرة والغنى.
٢_ الشخص الذي ينتظر نجاحه ليشعر بالتمكين سيبقى ينتظر.
اما الشخص الذي يكون فيها متمكننا بما يملك ويتصرف بناء على ذلك، فإنه يقترب من النجاح.
٣_ الشخص الذي ينتظر الشفاء ليشعر بالامتنان والشكر الانتظار لا يفيده.
لان في اللحظة التي تشعر بالشكر والامتنان وتتصرف بناء على ذلك، يبدأ تشافيك.
٤_ الشخص الذي يعيش في ضعف ينتظر القوة ليشعر بالنصر.
في اللحظة التي يشعر فيها الشخص بالنصر وحتميته ويتصرف بناء على ذلك فإنه امتلك اول مفاتيح القوة اللازمة للنصر.
نحن البشر كائنات عاطفية ناخذ ٩٠% من قراراتنا على اساس وجداني عاطفي.
عندما نواجه موقفا معقدا فإننا نلجأ إلى اختيار مواقفنا وقراراتنا على اساس ما نشعر به.
الشعور بالنصر اول أبواب النصر والشعور بالهزيمة هزيمة ماحقة.
واخيرا:
كان الشهيد ياسر عرفات يردد وهو في أصعب الظروف:
اني ارى مآذن القدس وكنائسها.
يرونها بعيدة ونراها قريبة وانا لمنتصرون.
إن المرء اذا ما أبصر الشيئ أدركه.