الإنسانية تنزف دماً وألماً ووجعاً

بقلم:جلال نشوان

(جريمة الطيبة في فلسطين المحتلة عام 48 ووحشية المجرمين ) كانت ابتساماتهم البريئة تملأ المكان وعباراتهم العذبة ، نخالها نغماً موسيقياً ، تحاكي أغاريد البلابل في عذويتها كانوا يتزينون بالطهر والبراءة ، وكانت أحاسيسهم المرهفة ، تمس شغاف القلوب كانت ألعابهم تنتظرهم ولكن المجرمين القتلة كانوا اسرع من أمير وآدم ووالدتهم جريمة اغتيال أمير الذي يبلغ من العمر ربيعين وآدم ستة أشهر ، ووالدتهم براء جابر مصاروة ، حيث عُلم أن الجريمة ارتكبت في منطقة البنوك في الطيبة وقد تم ذبحهم في ليلة سوداء أنها جريمة تقشعر لها الأبدان وتشيب لها الولدان وهي وصمة عار في جبين المجرمين القتلة إلذين فقدوا الرحمة والإنسانية ، حيث استيقظ أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده على هذا الجريمة المروعة والبشعة السادة الأفاضل: يشهد المجتمع العربي في فلسطين المحتلة عام 48 تصاعداً خطيراً ومستمرا في أحداث العنف والجريمة، في الوقت الذي تتقاعس شرطة الاحتلال عن القيام بعملها للحد من هذه الظاهرة، وسط مؤشرات تؤكد على تواطؤ أجهزة الأمن مع منظمات الإجرام. وقد وصلت حصيلة ضحايا جرائم القتل بالمجتمع العربي بفلسطين المحتلة عام 48 في العام المنقضي 2022، إلى 109 ضحايا بينهم 12 امرأة، علمًا بأن . ومنذ مطلع العام الجاري 2023 وقعت جريمتي قتل راح ضحيتهما العديد من أهلنا في يافا إثر تعرضهم لإطلاق إن وفي الحقيقة هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى العنف والانحراف إلى الجريمة، ومن بين هذه الأسباب الزواج المبكر وقلة الوعي للتربية وفتح البيوت، وأيضًا مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الحياة والبيوت، بالإضافة إلى ذلك عدم فهم الآباء للأبناء وعدم التواصل بينهم، كل هذه العوامل تؤثر على بناء الجيل الشاب الناشئ، إذ أن هناك دور هام للمرأة والأب في بناء جيل جديد تسوده المحبة والوئام ومما لاشك فيه أن المرأة قادرة على نشر السلام والمحبة، وذلك من خلال عدة أصعدة واتجاهات ومنها الصلح بين النساء على أقل تقدير ونشر المحبة والتسامح بين النساء، إذ أنها العنصر المهم في المجتمع، وعلى مستوى الأبناء فإن تربية الطفل على المحبة والتسامح يجعلنا نعيش في مجتمع أفضل، وكل صلح يبدأ من النساء قادر على بناء مجتمع آمن أهلنا في فلسطين المحتلة 48 هم عنوان الصمود وروح الهوية وهم الذين تحدوا كل قوانين الاحتلال الصهيوني الارهابي واجراءاته التعسفية، وأصروا على تجذرهم في الوطن .. و لم يكترثوا للتهديدات الصهيونية التي يعدها المطبخ الصهيوني القاسية، . فرفعوا رايات فلسطين وأعلامها فوق شرفات منازلهم، وفي الطرقات، في إعلان واضح وصريح ولسان حالهم يقول : هذه أرضنا، وهذا بلدنا، والمحتلين الغزاة لا مكان لكم في فلسطين و رغم قرارات الحكومات الصهيونية المتعاقبة الصهيونية في السر والعلن من أجل الحصول على إقرار بيهودية الأرض، فأهلنا يدركون جيداً الأهداف الصهيونية الخبيثة للمطبخ الصهيوني أهلنا الشرفاء والأحرار على تماس مباشر مع معاناة أهلهم في كل محافظات الوطن ولم يتأخروا دقيقة واحدة عن حماية الأرض والمقدسات ولذلك نجدهم السباقين في مسيرات العودة الى القرى المدمرة، ومقارعتهم للإحتلال خير برهان أن هذه الأرض ليست يهودية ولا ينبغي لها أن تكون، وأن هؤلاء الذين جاؤوا من وراء البحار لا مكان لهم في فلسطين السادة الأفاضل أن الحل لتفشي الجريمة التي يقف وراءها المطبخ الصهيوني والتي يعيشها أهلنا هو التوحد على كلمة واحدة وهي محاربة الجريمة، ومن أجل محاربة الجريمة يجب العودة إلى أسباب الجريمة التي تعود بالأساس إلى عصابات الإجرام والسوق السوداء والأوضاع الاقتصادية والمظاهر الاجتماعية الخادعة التي يعيشها جزء من المجتمع بالوقت الحالي، لذلك هناك حاجة للبحث في كيفية معالجة هذه الظواهر التي هي سبب رئيسي لانتشار الجريمة في المجتمع، وفي حال تضافرت الجهود سنتغلب على الجريمة. اغتالوا أمير وآدم اغتالوا البراءة والطهارة والنقاء صرخات أمير وإدام ما زالت تتردد في كل فلسطين تحرق قلوبنا ، وتؤلمنا وتوجهنا ، وتقض مضاجعنا ، وهنا نتساءل: لماذا لم يتعاون كل أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48 في مجابهة هذه الجرائم ؟ أين العقلاء والحكماء ؟ إما آن الأوان أن يتحاور الجميع للوقوف أمام هذه الرياح السوداء التي تهب على الجميع ؟ يا أهلنا ويا ربعنا يا كل أبناء شعبنا تكاتفوا وتوحدوا أمام هذا الإعصار المدمر فالإحتلال هو من يقف وراء تفشي الجريمة سيظل اغتيال أمير وآدم ووالدتهم لعنة تطارد القتلة والمجرمين الذين فقدوا الرحمة والإنسانية فذبح هؤلاء الأبرياء جعل الإنسانية تنزف دماً ووجعاً وألماً

البوابة 24