تعتبر النوبة القلبية، أو احتشاء عضلة القلب، من الأمراض المميتة، والتي تحدث عندما لا يصل الدم الملئ بالأكسجين إلى جزء من عضلة القلب، وهناك فرق بين النوبة القلبية والسكتة القلبية.
وفي هذا الإطار، أوضحت جمعية القلب الأميركية "AHA" تنتج النوبات بسبب ضعف الدورة الدموية، ولكن السكتات تحدث بسبب عطل كهربائي في القلب ينتج عنه توقف مفاجئ عن الخفقان، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع "Live Science".
وتموت خلايا عضلات القلب وتتلف، في حالة هبوط تدفق الدم، وبمرور الوقت دون تدفق الدم، يزداد الضرر الذي يصيب عضلة القلب، وبحسب لجمعية القلب الأميركية، ينتج احتشاء عضلة القلب غالبًا بسبب انسداد الشرايين التي تمد عضلة القلب بالدم، حيث يشتهر تراكم اللويحات في شرايين القلب باسم مرض الشريان التاجي CAD، وهو أكثر أنواع أمراض القلب انتشارًا.
نوبات "صامتة"
من جانبها،أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، تحذيرًا من أن واحدة من كل خمس نوبات قلبية "صامتة"، مما يعني أنها تمر دون أن يلاحظها أحد بسبب نقص الأعراض الصريحة، على سبيل المثال ألم الصدر أو ضيق التنفس وفقا لتقارير مجلة هارفارد الصحية، فإن النوبات القلبية الصامتة تصيب الرجال أكثر من النساء.
وبدوره، أشار الكاتب وعالم الحيوان بيل شوت، في مداخلة تلفزيونية مع "Live Science"، إلى أن النوبة القلبية هي حالة طبية طارئة تظهر بعد دقائق أو ساعات، ولكن تظهر أعراضها قبل سنوات أو عقود.
اقرأ أيضًا:
تصلب الشرايين التاجية
وبحسب ما ذكرته جمعية القلب الأميركية، يمكن الإصابة بضيق في الشرايين التاجية الأولية عادةً في الفترة السابقة لاحتشاء عضلة القلب، مما يساهم في تقليل إمداد عضلة القلب بالأكسجين والمواد المغذية على مدى سنوات إلى عقود.
يحدث "تصلب الشرايين"، إلى حد كبير، بسبب تراكم اللويحات الدهنية في جدران الشرايين، والتي تكون صلبة من الخارج ولينة من الداخل، وينتج عنها حدوث تصلب الشرايين.
الجلطات الدموية
وفي سياق متصل، نوه "كليفلاند كلينك"، إلى أن تشقق في السطح الخارجي الصلب للويحات يمكن أن يحدث في بعض الأحيان، ممكن يتسبب في التصاق مكونات الدم، التي تسمى الصفائح الدموية بالشقوق، مكونة جلطات دموية تزيد من تضييق الشريان.
وفي حالة حدوث تضييق الشرايين بالفعل نتيجة لسنوات من تصلب الشرايين، يمكن أن تمنع الجلطة تدفق الدم إلى القلب تمامًا.
وقد يؤدي انكسار أجزاء من اللويحات وتحركها عبر الشريان، إلى تفاقم الانسداد بسرعة.
وإلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه الانسدادات إلى الإصابة نوبة قلبية، وفي دقائق قليلة، تتلف خلايا عضلات القلب وتبدأ في الموت.
تشنج مفاجئ
والجدير بالإشارة أن هناك عدد من الأسباب أقل شيوعًا للنوبات القلبية، حيث يمكن أن يتسبب التشنج المفاجئ أو تقلص جدران الشرايين التاجية إلى منع تدفق الدم إلى عضلة القلب والإصابة بنوبة قلبية.
وبحسب ما ذكرته مجلة "Penn Medicine"، تظهر التشنجات المفاجئة عادةً عند المدخنين ومن يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو ارتفاع ضغط الدم، كما يمكن أن تنتج عن استخدام المنشطات، من بين مسببات أخرى.
علامات تحذيرية
وذكرت CDC، عدد من الأعراض و العلامات التحذيرية للأزمة القلبية، وهي:
- الشعور بألم أو انزعاج في الصدر، وضغط غير مريح أو امتلاء أو ألم في منتصف أو في الجانب الأيسر من الصدر، وغالبا ما يستمر لأكثر من بضع دقائق قبل أن ويختفي، أو في بعض الأحيان، يظهر ثم يختفي ثم يعود.
- ألم بمناطق مختلفة، سواء في الجزء العلوي من الجسم، مثل الفك والرقبة والظهر والذراعين أو الكتفين.
- ضيق في التنفس
- شعور بالضعف أو الدوخة أو الإغماء
- إرهاق غير عادي أو غير مبرر
- غثيان أو قيء
ويجدر الإشارة إلى أن تلك الاعراض يمكن أن تختلف بين الرجال والنساء، على الرغم من أن ألم الصدر أو عدم الراحة هو العرض الأساسي لكلا الجنسين، إلا أن النساء هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض أخرى أقل ارتباطًا بنوبة قلبية، مثل التعب غير المعتاد أو غير المبرر والغثيان أو القيء.
أشهر الشتاء
وجدت مراجعة علمية نشرت في مجلة "Cardiology in Review"، أن احتشاء عضلة القلب يكون أكثر شيوعًا خلال أشهر الشتاء منه في أوقات أخرى من العام، وقد يحدث بسبب الإجهاد البدني والعاطفي، مثل التمرين المكثف أو الخوف الشديد أو الغضب.