البوابة 24

البوابة 24

ماذا يحدث لجسم لإنسان خلال 48 ساعة بعد الموت؟.. دراسة توضح 

الموت
الموت

أظهر تقرير طبي حديث المراحل التي يمر بها جسم الإنسان بعد الوفاة، والوقت الذي يستمر به الدماغ في العمل بعد الموت، مجيبًا عن الكثير من الأسئلة المحيرة.

وقال التقرير الذي نشره موقع "ستيب تو هيلث"، إن غالبية الناس يتوقعون أن حالة الموت هي غياب النبض وتوقف التنفس، إلا أن موت الجسم عملية معقدة تمتد إلى ما بعد انهيار الدورة الدموية والرئة، وقد تكون في بعض الحالات قابلة للعكس عن طريق الإنعاش.

وأظهرت دراسات تخطيط القلب الكهربائي للمرضى المتوفين إلى أن الدماغ البشري يستمر في العمل لمدة تصل إلى 10 دقائق بعد الوفاة، مما يعني أن الجسد، يزل بطريقة ما، مدركاً للموت المتسلل، لذلك يستخدم الأطباء عدة معايير لإعلان وفاة الشخص، والتي من بينها عدم الاستجابة لردود الفعل وغياب تقلص الحدقة للضوء، فضلا عن توقف نهائي للنبض والتنفس.

التعديلات التي يمر بها الجسد بعد الموت

وأشار التقرير، إلى أنه في اللحظة التي يتم فيها فصل قابس الحياة، يخضع جسم الإنسان لعدة تغييرات ناتجة عن العمليات الكيميائية الحيوية للجثة والتعرض للبيئة المحيطة. 

وانطلاقا من ذلك، من الممكن تصنيف هذه التعديلات الجسدية إلى تغييرات مبكرة ومتأخرة.

التغييرات المبكرة

بفيد التقرير بأن التغيرات المبكرة هي تلك التي تحدث في الجسم بعد 24 ساعة من الوفاة، وتشمل: تغيرات حيويّة عندما يتوقف القلب عن ضخ الدم، يميل الجلد إلى أن يصبح شاحبًا خلال الدقائق القليلة الأولى من الوفاة، وبعد ذلك، يبدأ توزيع الدم بالجاذبية على أجزاء الجسم الأكثر قربا إلى الأرض، ويمكن تعديل وضع الجثة من خلال تحريكها خلال الـ 12 ساعة الأولى فبعد 24 ساعة من الوفاة، سيكون من الصعب عمل ذلك.

التبريد

وأوضح التقرير أن علامة مميزة للموت هي فقدان درجة حرارة الجسم، ويحدث تبريد الجثة هذا خلال أول 24 ساعة بعد الوفاة، حتى تكتسب الجثة درجة حرارة الهواء المحيط.

وعند الموت، يتم فقدان الحرارة بمعدل 1 درجة مئوية في الساعة، اعتمادًا على الظروف الجوية، وعادة ما تكون البرودة أكثر وضوحًا على الوجه واليدين، وبعد ذلك على الرقبة والإبطين، ويميل الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن إلى البرودة بشكل أبطأ.

images (81).jpeg
 

وفي الساعة الأولى بعد الموت، تسترخي كل عضلات الجسم في مرحلة تعرف باسم الارتخاء الأولي، ونتيجة لذلك، تصبح مفاصل الجسم مرنة، وتفقد الجفون لونها ويميل الفك إلى الانفتاح، بحسب التقرير.

وفي وقت لاحق، ستظهر حالة من تصلب العضلات وتحجُّرها المعروفة باسم التيبس الرمي، ويبدأ هذا في العضلات الأصغر في الوجه وينزل إلى باقي الجسم، وتصل شدتها القصوى بين 12 و 15 ساعة بعد الوفاة.

التجفيف

وقال التقرير: "تنتج هذه الظاهرة عن التعرض الدائم والسلبي لسوائل الجسم للبيئة، وعادة ما يتجلى الجفاف عن طريق الجلد والأغشية المخاطية والأعضاء التناسلية ومقل العيون. وبالمثل، فإن إبراز النتوءات العظمية في الصدر والوركين أمر شائع. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ فقدان الوزن المفاجئ والمعمم عند الأطفال الصغار".

التغييرات المتأخرة

واشار التقرير إلى أن التغييرات المتأخرة في الجسم تحدث بعد 24 إلى 36 ساعة الأولى بعد الوفاة، وتكون ناتجة عن التطور الطبيعي للجثة وتتضمن التدمير التدريجي للأعضاء والأنسجة، زبهذا المعنى، يمكننا إيجاد الظواهر التالية:

التحلل الذاتي أو الهضم الذاتي

يبدأ الهضم الذاتي عندما يتوقف القلب عن النبض وتحرم الأنسجة من الأكسجين، ومع ذلك، تبدأ التغيرات الجسدية في الظهور بعد عدة ساعات، وتؤكد الأبحاث أن هذه المرحلة هي نتيجة عمل إنزيمات الجسم على أغشية الخلايا.

تبدأ هذه الظاهرة عادة بكثافة أكبر في الكبد، والكلى، والغدد الكظرية، والمعدة، بالإضافة إلى ذلك، فإن الدماغ عرضة للانحلال الذاتي بسبب محتواه المائي العالي.

التعفن

ولفت التقرير إلى أن النظام البيئي للجثة يتكون من بكتيريا تعيش في سطح الجسم وداخله بما في ذلك الجراثيم المعوية، وخاصة تلك الموجودة في الأعور (بداية الأمعاء الغليظة) وهي المصدر الرئيسي للجراثيم في جسم الإنسان. 

ومع ذلك، بينما يكون الشخص على قيد الحياة، فإن معظم الأعضاء تكون خالية من الميكروبات.

وتابع: "بعد فترة وجيزة من الموت، يتم إغلاق جهاز المناعة ويمكن للبكتيريا أن تنتشر بحرية إلى جميع الأنسجة، وهذه الحقيقة تحدد بداية التعفن نتيجة للعمل التخمرى للإنزيمات البكتيرية على الخلايا".

وخلال 24 إلى 48 ساعة، تظهر بقع خضراء وسوداء حول البطن نتيجة عمل البكتيريا اللاهوائية على الأوعية الدموية. 

وفي وقت لاحق، يتسبب الغاز الناتج عن الفعل الميكروبي في انتفاخ البطن، وبروز العينين، وانتفاخ اللسان، وهذا يفسح المجال لمرحلة التحلل النهائية.

وانتهى التقرير إلى أنه في هذه المرحلة، يتم تدمير الأنسجة وطردها على شكل سائل بني متعفن، وبالمثل، يتناقص حجم الجسم تدريجيًا ثم يتم تدميره بفعل الحشرات والجراثيم الأخرى.

سبوتنيك