لم تعد الحروب المندلعة بين "الدول الكبرى"، تجري بالطريقة التقليدية، أي باستخدام الصواريخ والأسلحة والدبابات، حيث دفع التطور التكنولوجي والعلمي الكثير من الدول ووكالات الاستخبارات إلى التركيز على مجالات أخرى.
تحذير من التخريب الإلكتروني
مثلما شهد العالم كله أهمية دور المسيرات الانتحارية المتطورة والصغيرة والدقيقة في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، يتوقع مجموعة من الخبراء وأجهزة المخابرات أن يأخذ "التخريب الإلكتروني" والهجمات الإلكترونية، والتي ستلعب دورًا كبيرًا في أي حرب مستقبلية يمكن أن تندلع، خاصة بين الصين وأمريكا.
وفي ظل تصاعد التوتر بين البلدين، وجهت مسؤولة أمريكية كبيرة في مجال الأمن الإلكتروني، تحذير شديد من أن "القراصنة" الصينيين سيعملون على تعطيل البنية التحتية الحيوية في أمريكا، مثل خطوط الأنابيب والسكك الحديدية، في حالة حدوث صراع بين الجانبين.
هذا هو التهديد الحقيقي
أشارت رئيسة وكالة الأمن الإلكتروني وأمن البنية التحتية الأميركية، "جين إيسترلي"، خلال تصريحات لـ "معهد آسبن" في واشنطن، إلى أن الصين تقوم باستثمارات ضخمة لزيادة قدرتها على تخريب البنية التحتية الأميركية، قائلة: "أعتقد أن هذا تهديد حقيقي نحتاج إلى الاستعداد والتركيز عليه وتطوير القدرة على مواجهته".
بالإضافة إلى ذلك، حذرت من أن أمريكا بحاجة إلى الاستعداد لحقيقة أن قراصنة الصين يمكنهم زيادة حمايتهم وإلحاق الضرر بالعالم المادي.
واستطردت "إيسترلي": "نظرًا لطبيعة التهديد من الجهات الفاعلة الحكومية الصينية، وبالنظر إلى نطاق قدراتهم، وبالنظر إلى الموارد والجهود التي يبذلونها في ذلك، سيكون من الصعب جدًا علينا منع الاضطرابات"، بحسب ما ذكرته وكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء.
وبحسب ما ذكرته المسؤولة، تم إصدار تحذير في وقت سابق من هذا العام من قبّل دوائر مخابرات أميركية، والذي ذكر فيه تقييمها السنوي للتهديدات إن الصين "ستدرس بالتأكيد القيام بعمليات إلكترونية عدوانية ضد البنية التحتية الحيوية في أمريكا" وضد أهداف عسكرية إذا قدر صناع القرار الصينيون أن هناك معركة كبيرة مع الولايات المتحدة على وشك الحدوث.
والجدير بالذكر أنه في الأشهر الأخيرة تكثفت الاتهامات الأمريكية لبكين بشن حملات تجسس بمختلف الأشكال والوسائل على مرافق أميركية حساسة، رغم تأكيد واشنطن أنها اتخذت واتخاذ جميع الاحتياطات.
