البوابة 24

البوابة 24

استمرار الاحتجاجات في فرنسا على خلفية قتل شاب عربي (صور)

احتجاجات باريس
احتجاجات باريس

اندلعت أعمال العنف في ضاحية نانتير غرب باريس، وتم اشعال النيران في حاويات القمامة وإطلاق الألعاب النارية عقب وفاة مراهق على يد الشرطة الفرنسية، حيث شهدت أحياء أخرى في منطقة أو دو سين غرب باريس ومدينة ديجون الشرقية حالات مماثلة. 

 وأعلن وزير الداخلية الفرنسي عن توقيف 150 شخصًا ليلاً يوم الأربعاء وفي الساعات الأولى من صباح الخميس، بسبب تورطهم في أعمال الشغب. في الوقت نفسه، ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعًا لخلية الأزمة الحكومية.

شغب3.webp
 

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أعمال العنف التي شهدتها البلاد لمدة يومين "غير مبررة". وأدان ماكرون بشدة مقتل الشاب ووصفه بأنه "لا يُغتفر".

وندد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بشدة بأعمال العنف التي وقعت مؤخرًا ووصفها بأنها "لا تحتمل ضد رموز الجمهورية" معرباً عن استيائه من حرق واستهداف البلديات والمدارس ومراكز الشرطة. ونشر دارمانان تغريدة على موقع "تويتر" أكد فيها أن هذه التصرفات تشكل "عارًا على أولئك الذين لم يدعوا إلى الهدوء".

مواجهات مع الشرطة الفرنسية

وتواصلت أعمال الشغب لليلة الثانية على التوالي في فرنسا، ردًا على مقتل شاب على يد شرطي في نقطة تفتيش مرورية. وتم نشر آلاف من رجال الأمن للحيلولة دون تصاعد الاحتجاجات العنيفة.

وتم استدعاء حوالي 2000 عنصر من شرطة مكافحة الشغب إلى الضواحي المحيطة بباريس عقب مقتل الشاب نائل، البالغ من العمر 17 عامًا، الذي تعرض لإطلاق رصاصة في صدره من قبل شرطي من مسافة قريبة صباح يوم الثلاثاء.

1.webp
 

واندلعت مواجهات وحرائق في ضواحي باريس بعد مقتل الشاب على يد الشرطة، حيث قام متظاهرون بإشعال حرائق متعمدة في الليلة التالية. أعلنت وزارة الداخلية عن توقيف العشرات وتسجيل إصابة 24 شرطيًا بجروح طفيفة واحتراق حوالي 40 سيارة.

وليلة الأربعاء، استمر إشعال النيران في حاويات القمامة وإطلاق الألعاب النارية في ضاحية نانتير غرب باريس، بالإضافة إلى أحياء أخرى في غرب منطقة أو دو سين ومدينة ديجون الشرقية.

وأفادت الشرطة بأن مجموعة من الأشخاص أشعلوا النار في حافلة بعد نزول جميع الركاب منها في ضاحية إيسون جنوب العاصمة.

وفي مدينة تولوز الجنوبية، تم حرق عدة سيارات وقاموا برمي قنابل حارقة على رجال الشرطة ورجال الإطفاء، في حين ارتفع الدخان الأسود الكثيف في السماء.

شغب4.webp
 

وأثارت هذه الحادثة انتقادات من مختلف الفئات الاجتماعية. ووقف النواب والوزراء دقيقة صمت في الجمعية الوطنية تكريمًا للشاب الذي تم تعريفه فقط باسمه الأول وحرف العائلة الأول.

وأعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن استيائه من مقتل الشاب، ووصف المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران هذا الحدث بأنه "مؤثر"، ودعا إلى "الهدوء".

تسعى الحكومة عادةً لمنع تفاقم الشغب في ضواحي باريس، بعد أن تسببت في وفاة مراهقين في الأعوام السابقة، وغالبًا ما يكونون من عائلة مهاجرة من دول المغرب العربي أو إفريقيا.

اطلاق النار على الفتى 

وأثارت حادثة إطلاق النار ومقتل الشاب نائل صباح الثلاثاء قرب حيّ لا ديفانس قرب باريس، غضب الشارع وأثارت جدلاً واسعًا في البلاد.

في البداية، أفادت مصادر في الشرطة أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين يستقلان دراجتين ناريتين، حيث حاول دهسهما وتجاوز نقطة التفتيش.

ومع ذلك، انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهِر رجلي شرطة يحاولان إيقاف السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول المرور بالقوة.

وتسمع في المقطع صوت شخص يقول "ستتلقى رصاصة في الرأس"، ولم يتضح بعد هوية الشخص الذي قال ذلك.

ثم اصطدمت السيارة بجدار جانبي بعد قيامها بتحرك قصير إلى الأمام، وحاولت خدمات الإسعاف إنقاذ السائق الذي أصيب في القفص الصدري، ولكنه توفي في وقت لاحق.

اعتقال الضابط الذي اطلق النار

وأعلن مكتب الادعاء في نانتير أن الضابط البالغ من العمر 38 عامًا، والمتهم بإطلاق النار على السائق، تم احتجازه بتهمة القتل.

وأوضح مكتب المدعي العام في نانتير أن المتهم سيتم استجوابه في إطار تحقيق بتهمة القتل العمد، وتم تمديد احتجازه الاحتياطي لحين استكمال التحقيق.

وأكد وزير الداخلية، جيرار دارمانان، أن السلطات ستتخذ "قرارات إدارية بتعليق المهام" في حال تم إثبات التهم الموجهة إلى الضابط المتهم.

أعربت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن عن استيائها من "الصور الصادمة" لحادث إطلاق النار على الشاب، مشيرة إلى أنها تظهر تدخلاً واضحًا غير متوافق مع قواعد التدخل لقوات إنفاذ القانون، وشددت على ضرورة الوصول إلى الحقيقة وتحقيق التهدئة.

من جانبه، أعرب الرئيس ماكرون عن عدم تفهمه لمقتل الشاب، مشددًا على أنه غير مبرر ولا يمكن تفسيره. ولكن تصريحاته أثارت انتقادات.

واعتبرت إحدى نقابات عناصر الشرطة أن هذه المواقف لا يمكن تصوّرها.

واعتبرت زعيمة نواب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبن أن تصريحات الرئيس "مبالغ فيها" و"غير مسؤولة".

من جانبه، نشر قائد المنتخب الفرنسي لكرة القدم ولاعب فريق باريس سان جرمان، كيليان مبابي، تغريدة على تويتر تعبّر عن أسفه، حيث قال: "تؤلمني فرنسا. وضع غير مقبول. كل أفكاري تذهب لأقارب وأسرة نائل، هذا الملاك الصغير الذي رحل باكرًا جدًا".

وطالبت والدة المراهق المتوفى بتنظيم مسيرة تكريمًا لابنها في نانتير، قائلة في مقطع فيديو نشر على تيك توك: "إنها ثورة من أجل ابني".

وأثارت تفاصيل وفاة الشاب غضبًا في مدينة نانتير حيث كان يعيش، وشهدت اشتباكات بين السكان وقوات الأمن مساء الثلاثاء.

شغب.webp
 

العربية