البوابة 24

البوابة 24

زمن الدوبامين "البعبع".. معرفة مدى تأثيره على الإنسان ما زال معقدًا

الدوبامين
الدوبامين

في زمن انتشرت فيه العديد من وسائل التواصل والألعاب وتزداد فيه استخدام الهواتف بشكل مفرط، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير جديد لها، عن مادة الدوبامين الذي يفرزها البشر وتعمل كناقل عصبي في الدماغ، قائلة إنها "زادت بشكل كبير" هذه الأيام.

بعبع الأشخاص القلقين

وباتت مادة الدوبامين بمثابة "بعبع" للأشخاص القلقين من الإدمان والانغماس في السلوكيات اليومية، لكن القصة الحقيقية أكثر تعقيدا من ذلك، وفقًا للصحيفة.

وبحسب الكتب والمقالات ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي، فإن رغبتنا في الحصول على جرعة كبيرة من "الدوبامين" هي السبب في أننا نرغب في قضاء الكثير من الوقت على "إنستغرام"، وإذا واصلنا الخضوع لهذه الرغبات، كما هو منطقي، فلن نتمكن من إيقاف أنفسنا.

وفي هذا الإطار، قالت الطبيبة النفسية بجامعة ستانفورد، "آنا ليمبك"، في كتابها الأكثر مبيعا "أمة الدوبامين": "لقد حولنا العالم من مكان ندرة إلى مكان يتسم بالوفرة الهائلة"، وبالتالي، فإننا جميعا معرضون لخطر "الاستهلاك المفرط القهري".

ما هو الدوبامين؟

3.jpg
 

هو ناقل عصبي ينتج في الدماغ، حيث يلعب دورًا "كمركز مكافأة" في العديد من وظائف الجسم، على رأسها الذاكرة والحركة والتحفيز والمزاج والانتباه وغير ذلك، وفقًا لـ"كليفلاند كلينك".

وفقًا للمستشفى الأمريكي، ترتبط المستويات المرتفعة أو المنخفضة من "الدوبامين" بأمراض مثل مرض باركنسون ومتلازمة تململ الساق واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).

هناك اتجاه متكرر للتحسين الذاتي يسمى "صيام الدوبامين"، والذي ظهر في عام 2019، وهو عبارة عن الامتناع عن أي شيء يؤدي إلى إطلاق هذه المادة الكيميائية في الجسم، والفرضية هي أن مواقع الترفيه الحديثة تعيد برمجة الدماغ بحيث لا تصبح التسلية البطيئة ممتعة.

عدم التعرض للدوبامين

كما يوصي الآباء أيضًا بضرورة منع الأطفال من التعرض لمستويات عالية من الدوبامين، أي عدم السماح لهم بلعب ألعاب الفيديو أو تناول الأطعمة غير الصحية بحيث تعزز الحاجة النهمة للناقل العصبي السلوك السيئ، إلا أن علماء الدوبامين يقولون إن هذه المخاوف قد ذهبت بعيداً.

ينتج مشاعر المتعة

2.jpg
 

جاءت فكرة أن الدوبامين ينتج مشاعر المتعة من التجارب المبكرة على القوارض ولاحقًا عند البشر، حيث توصلوا إلى  أن نظام الدوبامين ينشط عندما تتلقى الحيوانات مكافأة.

ويتسبب الطعام والجنس والمخدرات والتفاعلات الاجتماعية في إطلاق الدوبامين في الدماغ، مما يشير إلى أن المادة الكيميائية العصبية مرتبطة بأي نتيجة تبعث على الشعور بالرضا.

إلا أنه بعد إجراء مزيد من البحث في التسعينيات، وجد العلماء أن "الدوبامين" كان أكثر ارتباطًا بتوقع المكافآت أكثر من ارتباطه بتلقيها، يسبب الدوبامين الرغبة في شيء ما والرغبة في الحصول عليه، وليس الاستمتاع به.

ومن جهتها، أوضحت "تاليا ليرنر"، الأستاذة المساعدة في علم الأعصاب بجامعة نورث وسترن: "ما نعتقده أنه (الدوبامين) يحفز شيئا مثل الرغبة".

وأضافت "ليرنر": "إنه يعلم عقلك كيفية التنبؤ باحتياجاتك ومحاولة مواءمة سلوكياتك مع تلك الاحتياجات"، مشيرة إلى أنه "ما زلنا بعيدين جدا عن الفهم الكامل" للدوبامين وكيفية تأثيره على الحياة اليومية للإنسان.

وكالات